نبض البلد - وكالات
في منطقة لا يمكن الاستغناء فيها عن المياه بشكل أساسي، تكمن مشكلة يفتعلها الاحتلال بشكل سنوي.
بردلة، هي إحدى القرى الفلسطينية الممتدة على الشريط الشرقي للضفة الغربية المحتلة، يعاني سكانها بين فترة وأخرى من تدمير الاحتلال لخطوط المياه فيها، والتي تغذي المنطقة وسكانها.
صباح امس، اقتحمت القرية قوة احتلالية، ترافقها جرافتان، وبدأت بتدمير الخط الرئيسي للمياه، وكان ذلك للبحث عن "فتحات مياه في الخط المائي". وهذه الأنابيب، تنقل المياه من الآبار الارتوازية التي يستولي عليها الاحتلال، إلى منازل المواطنين، ومزارعهم في بردلة، والقرى المحيطة بها.
في السنوات القليلة الماضية، اتبع الاحتلال سياسة تدمير خطوط المياه الرئيسية التي تغذي القرية، أكثر من مرة.
تقع بردلة ضمن الحوض المائي الشرقي، الذي يقع بمعظمه ضمن حدود الضفة من الجهة الشرقية، وتبلغ مساحته حوالي 2900 كيلومتر مربعا. ويتكون هذا الحوض من ستة أحواض صغيرة، وحوض بردلة واحد منها، وتبلغ مساحته 90 كم مربعا، ويضم جزءا من نظام تصريف وادي شوباش السطحي، ويتعرض لمعدلات استنزاف كبيرة يستخرج منه ما بين 9-11 مليون متر مكعب، بينما تتراوح معدلات التغذية ما بين 3-6 ملايين متر مكعب، وبالتالي هناك عجز مائي في هذا الحوض بحوالي 5.5 مليون متر مكعب، بسبب وجود مستوطنات تعمل على استنزاف المياه.
ويقول نائب رئيس مجلس قروي بردلة زايد صوافطة: "كانت تصل القرية 240 كوبا في الساعة، أما اليوم فلا يصل أكثر من 60 كوبا في الساعة".
وهذه الأرقام المتدنية كما وصفها مزارعون، لا تكفي للقيام بمشروع زراعي بالشكل المطلوب، في منطقة ظل سكانها يتغنون بوفرة الزراعة المروية فيها.
صوافطة يرى أن الاحتلال لم يكتف بتقليص كميات المياه، بل يعمد على تدمير خطوط المياه التي تغذي القرية.
وتتهيأ القرية لبدء موسم زراعي جديد. وشوهدت مساحات واسعة من الأراضي الزراعية التي يعمل فيها مواطنون، تمهيدا لزراعتها في الأيام المقبلة.
واقفا بمحاذاة إحدى الجرافات التي تعمل على تدمير الخطوط، قال يحيى صوافطة: "لا مياه.. لا زراعة، ويقصد في ذلك أن انعداما لمياه يعني هلاك الموسم الزراعي". ثم أشار بيده إلى الشمال نحو الجرافة، وقال: "هكذا ستجف المزروعات".
وقال: "يمكن أن تصمد المحاصيل ليومين كأبعد حد، ثم تموت"، وأضاف: "صرنا نحصل على المياه كل أربعة أيام مرة، لكن المحاصيل الزراعية تحتاج كميات كبيرة من المياه، وهذا الصيف تضاعفت الحاجة للمياه".
مزارعون، عبروا عن خوفهم على محاصيلهم، بسبب تدمير خطوط المياه.