نبض البلد - وكالات
مجددا يسجل أهالي بلدة العيسوية شمال شرق القدس المحتلة نصرا على سلطات الاحتلال، حيث فشلت محاكمها، امس، في إدانة 340 مقدسيا جرى اعتقالهم خلال الشهرين الماضيين وتحديدا منذ استشهاد الشاب محمد عبيد، بدعوى مشاركتهم في "أحداث شغب".
وكانت صحيفة هآرتس الإسرائيلية نشرت تقريرا عن فشل شرطة الاحتلال بإدانة أبناء العيسوية، رغم حملة الاعتقالات المسعورة التي طالت 340 نصفهم من الأطفال، ولم يجرِ توجيه لوائح اتهام سوى لخمسة أطفال، بينما حول عدد كبير من المعتقلين للحبس المنزلي.
ووفقا للتقرير، فإن معظم المعتقلين، جرى اعتقالهم من منازلهم أثناء اقتحامات شرطة الاحتلال للعيسوية ليلا.
وقال محامي هيئة شؤون الأسرى والمحررين في القدس المحتلة مفيد الحاج، الذي دافع عن كثير من الأطفال المعتقلين في العيسوية، في تعليقه على تقرير هآرتس، إن سلطات الاحتلال تمارس سياسة مبرمجة وواضحة قاصدة العيسوية بالذات، لأنها كانت في مراحل كثيرة عاجزة عن الدخول إليها وبسط سيطرتها.
وأكد أن عدد من تعرضوا للاعتقال خلال ثلاثة أشهر يتراوح بين 280 إلى 350، مشيرا إلى أن 100 منهم حولوا إلى الحبس المنزلي بعد اعتقالهم لمدة يوم أو يومين، ومن المفترض أن تظهر شرطة الاحتلال لمحاكمها الأسباب المعقولة للاعتقال، عن طريق البينات التي تقدم للمحاكم والشهادات وفقا للقانون.
من ناحيته، أوضح عضو لجنة المتابعة في بلدة العيسوية هاني العيساوي، أن حملة الاعتقالات التعسفية في البلدة ليست وليدة اللحظة، فمنذ أكثر من سنتين والاحتلال يمارس سياسات قمعية بالاعتقال والإبعاد ضد أهالي البلدة، لكن وتيرتها تصاعدت في الأشهر الثلاثة الأخيرة، لتشمل مداهمات على مدار الساعة واعتقال الشبان بحجج مبنية على شبهات التصدي لقوات الاحتلال.
وأضاف: "في الفترة الأخيرة مجموعة واحدة من الشبان الذين اعتقلوا أدينوا برمي الحجارة والزجاجات الحارقة على الجنود، وما زالوا منذ حوالي شهرين ونصف في سجون الاحتلال".
وتابع "غالبية الاعتقالات تعسفية وعشوائية، وهي جزء من ممارسات الاحتلال ضد العيسوية والتي تشمل جميع مجالات الحياة، وإغلاق الشوارع والحملات الضريبية المتتالية وحملات مفتشي السير".
من ناحيته، قال مدير مركز القدس للحقوق الاجتماعية والاقتصادية زياد الحموري إن "هذه السياسة متبعة وممنهجة لكسر الفلسطيني بكل ما في الكلمة من معنى، وأن تركيز إسرائيل في حربها على العيسوية يأتي في سياق عملية إقلاق أهالي القدس الشرقية".