سامر نايف عبد الدايم
دخول وسائل التواصل الاجتماعي في المنطقة له آثار إيجابية كثيرة منها على سبيل المثال، أنه لم يعد في مقدور الإعلام حجب المعلومة، وإخفاء الأحداث عن أعين الناس بحيث لا ترى النور كما كان يحدث في الماضي. لقد أصبحت المعلومات متوفرة بفضل هذه الوسائل وأصبح المسؤولون المخطئون عرضة للمساءلة والمحاسبة من قبل السلطات العليا. ولم يعد بالإمكان إخفاء أي شيء أو التستر عليه وإبقاؤه في الظلام بعيدا عن علم الناس وتفاعلهم.
لكن لوسائل التواصل الاجتماعي أيضا جوانبها السلبية التي لا تخفى على أحد والتي قد لا تكون في بعض الأحيان سالبة فقط لكن قد تكون مسيئة وضارة، حيث يمكن استخدام هذه الوسائل التي طرأت على حياتنا حديثا لنشر الأكاذيب والضلالات والكراهية والإشاعات لمهاجمة الآخرين الذين قد لا يكونون من طائفتنا نفسها أو ينتمون إلى مجموعة عرقية مختلفة.
وعلى هذا الأساس، يتم في بعض الأحيان استخدام وسائل التواصل الاجتماعي مثل الفيس بوك، والتويتر، والانستغرام وحتى السناب شات للنيل من شرف بعض الناس وكرامتهم ..مؤخراً وللأسف انتشرت العديد من الأخبار عبر هذه القنوات تسيئ للأردن وشعبة ، وأظهرت أننا شعب يمتهن العصابات وإطلاق العيارات النارية على الأشخاص ، بل وتعدى ذلك إشاعات تمس الأمن والأمان في وطننا!!
إن موقع الأردن الاستراتيجي في قلب بؤرة التوتر في منطقة الشرق الأوسط بوجود ما يزيد عن ثلاثة ملايين مستخدم لمواقع التواصل الاجتماعي فان الأمن الوطني يواجه كثيرا من التحديات الاجتماعية التي تفرضها هذه المواقع ومن هنا وجب معرفة وتشخيص هذه التحديات ومناقشتها باستفاضة والبحث عن حلول خلاقة وموضوعية للتعاطي مع ما تفرزه مواقع التواصل الاجتماعي من آثار ايجابية وسلبية.
إن وسائل التواصل الاجتماعي منتديات جيدة وسريعة وفاعلة، ويجب بالتالي استخدامها بحصافة لنشر الوعي، والقيم الجميلة، والتركيز على ثقافتنا وعاداتنا السمحة وموروثاتنا الجميلة، أما إذا استخدمناها في غير هذه الغاية، فإننا سنظل نقبع في ظلام الجهل والتخلف.
سامر نايف عبد الدايم