نبض البلد - وكالات
لم تدرك مجموعة من العمال التي تعمل على تجهيز إحدى المساحات الزراعية في سهل طوباس، أنها تعمل تحت سقف الاحتمالات، وان الاحتلال سيهدم ما انجزوه. العمال كانوا يتحركون بأسراب متوازية لعمل شقوق في "أتلام" مغطاة بالبلاستيك، استعدادا لغرس البذور عند عيون التنقيط.
صباحا، أحاطت جرافتان تابعتان لقوات الاحتلال خزان مياه لأحد المواطنين، بسعة ألف كوب، يغذي مئات الدونمات الزراعية في سهل طوباس، وسوته بالأرض. وأمكن مشاهدة صفائح الحديد، وأنابيب، وجسور اسمنتية مدمرة في المكان.
ويعلق حقوقيون على ذلك أن الاحتلال يريد "تعطيش البشر، والأرض". وبحسب مسؤول ملف الأغوار في محافظة طوباس معتز بشارات، فإن قوات الاحتلال هدمت الخزان الذي يعود لعدنان صوافطة.
وبحسب ما نُشره مركز المعلومات الإسرائيلي لحقوق الإنسان في الأراضي المحتلة "بتسيلم" فإنه وفقًا لمعطيات الاحتلال، قدّم الفلسطينيّون 5,475 طلب ترخيص بناء في الفترة بين عام 2000 ومنتصف عام 2016، وتمّت الموافقة على 226 فقط، أي نحو 4%.
وعندما يبني الفلسطينيون دون ترخيص -لأنّه لا خيار آخر لديهم- يصدر الاحتلال أوامر هدم للمباني.
ويكرر بشارات الكلام ذاته، عندما قال إن محاولات حثيثة قامت بها محافظة طوباس، والجهات المختصة للحصول على طلب ترخيص على الأقل للخزان، لكنها كلها باءت بالفشل.
وبأرقام يسردها مدير زراعة طوباس عمر بشارات، فإن الخزان يمد نحو 530 دونما بالمياه، منها 150 دونما من البيوت البلاستيكية.
وتزرع مئات الدونمات من أراضي السهل بأنواع من الخضراوات، بينما يجري تحضير مئات غيرها لبدء موسم جديد.
وتقول الأرقام المتوفرة إن الخزان يغذي خمسة تجمعات سكانية في المناطق المهددة، وعدد سكانها نحو 480 مواطنا.
بدوره، قال علي دراغمة وهو أحد مزارعي السهل: "الآن صرنا دون مياه، عندي محاصيل أقطفها قد تموت بسبب ما حدث".
ويكرر ذلك مسؤول شركة زراعية محمد حميدات بقوله: "سنواجه مشكلة كبيرة في إيصال المياه للمزارعين، وبعض المنازل المستفيدة". وأضاف أنها "حرب على البشر والشجر".
ووفقا لمعطيات "بتسيلم"، فإنه في الفترة ما بين 2006 وأيلول 2017 هدمت "الإدارة المدنية" 698 وحدة سكنيّة في بلدات فلسطينية بمنطقة الأغوار.
وعندما هدم الاحتلال الخزان الذي شُغل فعليا في شباط من العام الماضي، كان ممتلئا بالماء. وشوهدت بقايا المياه المتجمعة، وآثار المياه التي جرت مع الجبل حين هدم الاحتلال الخزان.
وبالنسبة لرئيس مجلس قروي "يرزة" شرق طوباس مخلص مساعيد، وهي أحد التجمعات التي يغذيها الخزان، فإن هدم الخزان سيجعل منحو عائلة دون ماء كاف لها، ولمواشيها.
ووصف ذلك بقوله: "هذه جريمة لها أثر على المدى البعيد، يريدون قطع شريان الحياة في المنطقة.
"بتسيلم" نشرت على موقعها الإلكتروني في تقرير لها بعنوان "عدالة زائفة: مسؤولية قضاة محكمة العدل العليا عن هدم منازل الفلسطينيين وسلبهم"، أنه على مرّ السّنين أصدرت سلطات الاحتلال آلاف أوامر الهدم لمبانٍ فلسطينيّة، كما أصدرت 16,796 أمر هدم في الفترة بين عام 1988 وعام 2017، نفّذت منها 3,483 أمرًا (نحو 20%)، ولا يزال 3,081 (نحو 18%) قيد المداولة القضائيّة.