د.محمد طالب عبيدات
فعاليات الكلام تكون بالاستماع والقراءة والحديث والكتابة، وأصعبها بالطبع الكتابة حيث التفكير والتوثيق واﻷفكار واﻹبداع وغيرها، والتأليف كإحدى فعاليات الكتابة يحتاج للعطاء والتميز والتنوع واﻹبداع؛ لكن معظم ما نراه في هذا الزمان يدخل في باب التوليف لا التأليف:
1. التأليف ليس كلاما عابرا أو ثرثرة أو تعبئة مساحات من الورق أو فضاء إلكترونيا.
2. التأليف غير التوليف، فالتأليف أفكار مدروسة ومبادئ وقيم ونظريات وغيرها، بيد أن التوليف هو تجميع أو قصقصة لكلام مصفوف فقط وغير مترابط.
3. صف الكلام بالكم غير إبداعه بالنوع، فاﻷول حشو والثاني ذوق وفكر ورسالة.
4. التأليف يحتاج للتوثيق وربط الماضي بالحاضر وإقرار بجهد اﻵخر والسلف واﻷقران وتأريخ له وثقافة الملكية الفكرية وغيرها.
5. التوليف في زمن اﻷلفية الثالثة للإلكترونيات سهل، فالنسخ واللصق واﻹدعاء بالتأليف والملكية ينتشر كالنار بالهشيم على الرغم من وجود برامج للتحقق من الملكية الفكرية وأصالة وجودة المنتج الكتابي.
6. في هذا الزمان الذي اختلط فيه الحابل بالنابل نرى أن معظم كتابات الناس تندرج في سلم التوليف وليس التأليف مما يعني تراجع الكتابة واﻹبداع واﻹيمان بصف الكلام وحشوه، يعني أننا أصبحنا ننتج كتابة كم لا نوع، مع اﻷسف.
بصراحة: التأليف غير التوليف، فلْنرقِ بكتاباتنا وخصوصاً التي تحتاج لتوثيق لكتابة التاريخ والتأريخ ورسم الصورة والحدث والفكرة والنظرية والفلسفة والرسالة والرؤية، فالزمن اﻹلكتروني من السهل أن تنكشف فيه سرقة وإنتحال الكلام وصف العبارات حتى في التواصل اﻹجتماعي!