زاوية سناء فارس شرعان
استؤنفت المفاوضات بين تركيا والولايات المتحدة حول اقامة منطقة آمنة شمال شرق سوريا تمتد من الحدود التركية الى الجنوب بعمق٣٢ كيلو مترا تمتد غالبيتها في المناطق الخاضعة للادارة الكردية شرق الفرات وسط شكون بامكانية توقيع الجانبين لاتفاق بصدد هذه المنطقة الامر الذي حمل تركيا على الاعلان عن اعترافها باقامة هذه المنطقة لوحدها اذا لم تتوصل الى اتفاق بين واشنطن بهذا الخصوص …
تركيا سبق وان اعلنت انها قادرة على اقامة هذه المنطقة بقوا الذاتية اذا لم تتوصل الى اتفاق مع واشنطن بهذا الصدد مؤكدة قدرة جيشها على حماية هذه المباحثات الامريكيةالتركية حول المنطقة الامنة تشهد ثقافة ملحوظه وبطلب من تركيا اثر الخلافات مع واشنطن حول صفقة صواريخ $ ٤٠٠ الروسية التي ابرمتها مع روسيا دون موافقة امريكا ما ادى الى خلافات حادة اسفرت عن فض واشنطن تسليم طائرات 35$لتركيا التي تشارك في صناعتها وتطويرها واحتمالات تطور وتصعيد هذه الخلافات لدرجة فرض واشنطن عقوبات على انقرة.
على الأرجح ان المباحثات التركية الامريكية حول المنطقة الآمنة لن تنجح نظرا للدعم الامريكي للاكراد ومخاوفها من امكانية قيام تركيا بشن غارات جوية وبرية على الاراضي التي تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية على غرار الغارات الجوية والهجمات البرية التي تشنها القوات التركية على قواعد قوات حزب العمال الكردستاني في جنوب تركيا وشمال العراق وان تركيا رفضت تقديم تعهد لواشنطن بعدم الاعتداء على القوات الكردية شرق الفرات في هذه الحالة لن تجد تركيا بدا من تنفيذ وعيدها باقامة المنطقة الآمنة في المنطقة الخاضعة للادارة الكردية الواقعة شرق الفرات مع عدم موافقة امريكا مما جعل المنطقة تغلي بالتوتر والخلافات التي قد تنفجر بين لحظة واخرى ما يضيف عبئا جديد للقوات الامريكية في المنطقة يضاف الى العبث الايراني والاعباء التي تسببه اذرع ايران الطويلة في المنطقة وخاصة الميليشيات الشيعية الباكستانية والافغان واللبنانية والعراقية التي توالي ايران وتشكل عامل تهديد ووعيد لامريكا في الشرق الاوسط علاوة الى امكانية قيام حرب بين واشنطن وطهران في الخليج العربي بعد ان بدأت ايران تهدد الملاحة في الخليج والبحر الاحمر وخاصة في مضيق باب المندب على مدخل البحر الاحمر وهرمز بين الخليج العربي وبحر عمان لا سيما بعد احتجاز ايران باخرة بريطانية في مياه الخليج تم اقتيادها من المياه الاقليمية العمانية ..
تركيا تعمل على تطوير علاقاتها مع الدول المعادية لامريكا وخاصة روسيا وايران وميليشيات الحشد الشعبي في العراق التي تتكون من ٨٣ ميليشيا شيعية بغية حفظ التوازن العسكري في المنطقة وعدم السماح برجحان القوة الامريكية وحلفائها في المنطقة الى القوة الايرانية لاسيما بعد ان وصلت العلاقات التركية الامريكية الى ان انتهى السوء والتوتر بسبب المنطقة الآمنة واتخاذ تركيا ما تسميه امريكيا بموقف منحاز الى ايران ليسمح لامريكا بالاستفراد بها ومهاجمتها..
الاجراءات التركية الاخيرة تعد بمثابة ضغط هائل على امريكا ولي ذراعها واقتناعها بامكانية تحول انقرة الى المعسكر السوفييتي وامكانية تشكيل تحالف اسلامي جديد ضد واشنطن … !!!