دراغمة.. من طالب علم إلى أسير بـ"مقبرة الاحياء"

نبض البلد -

نبض البلد - وكالات

"إلى الضمائر الحية ووالدي.. أريد العودة لأهلي وبلدي حيًا"، بهذه الكلمات التي أرسلها الأسير المريض مصطفى دراغمة (23 عامًا) لوالديه من عيادة سجن الرملة اختصر فيها معاناة الأسرى المرضى القابعين بسجون الاحتلال.

ترفض المحكمة العسكرية في سالم، الافراج عن دراغمة، رغم خطورة وضعه بعد اصابته بفشل كلوي حاد خلال اعتقاله، قضت بسجنه (14 شهرًا)، واعتبرتها والدته، ثناء دراغمة بمثابة "حكم بالاعدام" على ابنها الذي يعاني من مرض السكري من الدرجة الاولى، وتحمل الاحتلال كامل المسؤولية على حياة ابنها، مؤكدة ابلاغهم لجنود الاحتلال حين اقتحموا المنزل أن مصطفى يعاني من السكري، وبحاجة لدواء دائم ورعاية صحية، لكنهم لم يهتموا واقتادوه لأقبية التحقيق مما أثر على صحته سلبًا بسبب اهمال علاجه وعدم توفر الادوية.

وتضيف "الكارثة، رغم نقله لعيادة سجن الرملة ارتفعت نسبة السكر لأعلى مستوى وعلى اثرها أصيب بفشل كلوي باحدى الكليتين في حين تعمل الثانية بنسبة 20%، وأصبح ابني يغسل الكلى عدة مرات، متساءلًة عن دور مؤسسات حقوق الانسان بمتابعة قضايا الأسرى المرضى.

ولد الأسير مصطفى وتربى بمدينة طوباس، تقول والدته "ابني شاب بار وصاحب اخلاق، متفوق بدراسته، مصطفى انهى الثانوية العامة بنجاح، وفرحنا عندما انتسب لجامعة القدس المفتوحة، لكن بعدما أنهى السنة الاولى قطع الاحتلال عليه الطريق وحوله من طالب علم لأسير وعليل ".

تنهمر دموع الوالدة وهي تتذكر لحظات اعتقاله فجر17 تموز/ يوليو عام 2018، وتقول "لم نتنبه لاقتحام الجنود لمنزلنا قبيل الفجر، فجأة نهضنا لنجدهم حولوا منزلنا لثكنه عسكرية، متوجهين فورًا لغرفة مصطفى، وتضيف، الجنود قاموا بتفتيشه واعتقاله، ما جعلنا نشعر بصدمة ورعب وعدم تصديق بسبب معاناة ابني من السكري، ومن عطل تام في البنكرياس ويعيش على الانسولين ".

حينها توجه والد الأسير للضابط وقال: "ابني مريض وبحاجة لدواء ورعاية ولا يمكنكم اعتقاله، فاجابه: نعرف كل شيء، وسنقوم بالمحافظة على صحته، الا أنه لم يصدقهم، بسبب ممارسات الاحتلال من اهمال وتدمير لحياة الأسرى المرضى، وأكد، أن هذا ما حدث مع ابنه الذي دفع الثمن غاليًا امام صمت كافة المؤسسات التي تركت الاحتلال يتفنن بعقابه حتى تسلل المرض لجسده.

احتجز مصطفى لفترة بسجن مجدو، ولم يتسنى لعائلته رؤيته، في حين استطاع والده رؤيته للحظة في المحكمة، ولعدم السيطرة على وضعه الصحي في سجن مجدو والتراجع المستمر فيه قرر الطبيب ارساله إلى عيادة سجن الرملة التي يعتبرها الاسرى "ثلاجة الموتى" و"مقبرة للاحياء"

تقول والدته "ابني المريض يتناول يومياً 3 جرعات من "الانسولين"، ولا يمكنه العيش الطبيعي وتخفيف ألمه دون الابر، التي لم توفرها ادارة السجون "، "بسبب الاهمال الطبي، اصبح مصابًا بالفشل الكلوي وتعاني احدى كليتيه من عطل تام بينما الاخرى يجري لها غسيل يوما بعد يوم، مؤكدة أن ابنها لم يعاني من الكلى الا بعد اعتقاله"، وتكمل " لدينا قلق وخوف كبير على حياته خاصة بعد الحكم التعسفي".

تقبل أم مصطفى رسالة أسيرها، وتقول "ابكي كل يوم عندما أطالع كلماته "اريد العودة الى اهلي ووطني وبلدي وترابها وهوائها، انقذوني لأعود حيًا"، توجهنا لجميع العناوين والمؤسسات دون جدوى ولم يحرك أحد ساكناً"،"اين الضمائر الحية، لا يوجد بايدينا حيلة لانقاذه واملي بالله رب العالمين أن ينقذه ويعيده لنا قبل فوات الاوان ".