مخيم القُدرة.. "عكاز فرح" للأطفال مبتوري الأقدام بغزة

نبض البلد -

نبض البلد- وكالات

لم تمنعهم الإعاقة الجسدية وبتر أطرافهم من ممارسة هواياتهم المختلفة في اللعب واللهو والسباحة، كباقي الأطفال، رغم قلة الإمكانيات والحصار المفروض على قطاع غزة، منذ أكثر من 12 عاماً.

53 طفلا بترت أطرافهم بفعل الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على القطاع وبعضهم يعاني من تشوهات خلقية انضموا إلى مخيم صيفي ترفيهي، تحت عنوان "مخيم القدرة"، هو الأول على مستوى فلسطين ومنطقة الشرق الأوسط، بمشاركة مدربين دوليين.

فـ"مخيم القُدرة" كان الاسم دليل على العطاء والتميز، بعد أن خلع الأطفال مبتوري الأطراف ثياب الخوف والهرب من صعوبات المعيشة، واستبدلوها بفرحة غير معتادة، وسعادة كبيرة غمرتهم رغم ألم الإعاقة، يصنعون الأمل والحياة ممزوجة بضحكات تعانق عنان السماء، لتعلن أن أطفال غزة نموذجًا فريدًا في تحدي الواقع المرير في القطاع.

المنسق العام محمود أبو خضير، يقول إن هذا المخيم هو الأول من نوعه ويشمل فئة الأطفال مبتوري الأطراف بين (7 – 20 عامًا) من مختلف أنحاء القطاع، مشيرًا إلى أن فكرة المخيم الأساسية تهدف إلى تنمية قدرات الأطفال للتكيف مع محيطهم وطبيعة البتر الذي يعانون منه.

ويسعى المخيم عن طريق المنشطين والمشرفين المبتورة أطرافهم أيضا، إلى تفعيل دور الأطفال عبر خطة معينة وشاملة، ليصبح الطفل عنصرًا فعًالا بالمجتمع بحيث لا تؤثر حالة البتر في حياته وينسجم مع الأطفال الطبيعيين دون أي عوائق.

الفقرات الترفيهية والأنشطة التي يتلقاها الأطفال المبتورين، كانت كفيلة أن تطور مهاراتهم وقدراتهم، ناهيك عن تكثيف جلسات الدعم النفسي لأطفال عاصروا الحروب الأخيرة على القطاع.

ويلفت أن هناك وفدًا أمريكيًا يشارك في المخيم بينه الناشط الدولي راجي شاورز، والذي نقل تجربته الناجحة بعد تحديه الإعاقة التي تعرض لها في أطرافه السفلية، حيث فاز في أكثر من سباق دولي لمبتوري الأطراف.

ويشير إلى أن الأطفال تفاعلوا بشكل كبير وملاحظ مع شاورز، من خلال أسئلتهم له حول إعاقته وكيف وصل إلى العالمية.

وعن رسالة المخيم، قال إنها تهدف للوصول إلى أكبر عدد ممكن من الأطفال المبتورين والمحتاجين للخدمة الطبية والدعم النفسي، "لأننا في واقع ملي بالحروب والصراعات دون التفريق بين الجنس أو اللون أو الدين"، مبينًا أن هناك توجه لتوفير أطراف صناعية لأطفال المخيم قريبا.

منسق المخيم في جمعية إغاثة أطفال فلسطين، عبد العزيز عابد، يقول نحن في الجمعية نفتخر أننا نفّذنا هذا المخيم في القطاع، وهو عبارة عن 11 يوماً يشارك فيه 53 طفلاً من مبتوري الأطراف نتيجة الحروب الثلاث التي شنها الاحتلال على القطاع، ونتيجة الإصابات في المسيرات السلمية "العودة" على حدود القطاع، ونتيجة لتشوهات خلقية، او نتيجة حوادث سير أو عرضية".

الطفلة ميار صبيح (9 أعوام) من حي التفاح شرق غزة، تقول: أنا مبسوطة كثير في المخيم وأمارس مختلف النشاطات الترفيهية وألعب وأفرح ".

صبيح مبتورة القدم اليمنى، تشير إلى أنها سعيدة جداً لوجودها في المخيم، "نلعب ونسبح، وأتمنى أن أشارك في مثل هذه المخيمات كل عام".

أما الطفلة وئام الأسطل (14 عاما) من خان يونس، قالت: "نقوم بعمل فنون ورسم وأعمال فردية وسباحة ورياضة، ونتفاعل مع المدربين في كل شيء".

الأسطل، التي أصيبت في العدوان الإسرائيلي على القطاع عام 2014 وفقدت قدمها، أكدت أنها تشارك بالمخيم لتحدي الإعاقة وممارسة حياتها كطفلة".

أما الطفل أحمد أبو دقن من حي النصر، قال: شعوري رائع بصراحة، لأن الكل موجود وفرحان، لكن أنا لم أكن متوقع عمل مخيم إلنا نحن مبتوري الأطراف".

وتعمل أخصائية الأطراف الاصطناعية الأمريكية ريمونا برفقة أخصائية العلاج الطبيعي ليسا على تحسين الأطراف التي حصل عليها بعض الأطفال، ودراسة احتياجات البقية لتلبيتها.

من جهتها، قالت منسقة المخيم دنيا سعيد من ولاية نيوجيرسي الأميركية، إن اختيار اسم (مخيم القدرة) جاء بعد دراسة جميع النشاطات العلاجية والترفيهية والاجتماعية المقدمة للأطفال، التي تهدف لمنح مبتوري الأطراف الثقة بأنهم قادرون على إنجاز كل ما يفعله أي طفل آخر ودمجهم بالمجتمع.