سيف تركي أخو أرشيدة
لا يمكن لأحد منا أن ينكر خطورة المرحلة على المستوى المحلي بكافة تفاصيله ، فقد بلغنا من جلد الذات إلى الحد الذي يستوقفنا لوضع الأمور في نصابها ، و الشخوص في مواقعهم الصحيحة ، و المسميات كما هي ، و الحقائق تأتي دون تنميق أو تلفيق .
وهذه المرحلة ما هي إلا سيناريوهات مشتركة ومكررة تحتاج إلى جردة حساب تبدأ من "الأنا" و تنتهي بالمجتمع ككل ، والمبادرة فيها يجب أن تكون من داعي الضمير والمواطنة فلم يبقَ من الوطن شيء إلا ونهشته آفة الفساد ، ونكلت به محاريب المحسوبية والطبطبة .
في كل مرة كانت التدخلات الملكية هي النقطة والحد الفاصل الذي يَجُبُ أخطاءنا ،مسؤولين ومواطنين،فكلنا شركاء في هذا الوطن، شركاء في الخطأ كما الصواب ، فعندما استدعت الهموم الوطنية أن نتخذ موقفاً حازماً تهاونا و تخاذلنا وكل منا بات يغني على ليلاه ، وكما النعام دفنا الرأس تحت الرمال ، لتأتي الجهود المكوكية الملكية كــ "طاقة قدر" و فرج لهذا الوطن ، ليكون صاحب الجلالة الملك عبدالله (القائد والمسؤول والمواطن) ، ليكون في قلب الوجع بلسماً ، و عز الضعف سنداً ، وفي عمق الخطر صمام أمان ، الى أن اشتعل رأسه شيباً خوفاً على هذا الوطن الذي بقي صامداً رغم المخاطر المحاط بها ، بجهود قيادته الهاشمية الحكيمة أولاً ، و ثلة ما زالت لا تخشى في الله وفي هذا الوطن لومة لائم.
وعوداً على بدء .. جميعنا نعلم حجم الضغوطات والأزمات التي تعصف في الأردن إلى الحد الذي أيقنا بعده أنه لا مناص لنا للخروج من عنق الزجاجة ، فالأزمات متواترة و دائمة الحضور، لكن الغريب في الأمر أن جلالة الملك بلغ إلى حد الذروة في المكاشفات والوضوح دون تسويف أو تجميل للواقع ، مما ينفي في ذات الوقت جهود المهرولين في أماكنهم من الذين أشبعونا وعوداً و انجازات مدعاة بأنه سيأتي يوم ونتحرر من الزجاجة، إلى الحد الذي أفقدنا الثقة فيهم وفي مواقعهم وفي جادة مساعيهم نحو الوطن.
جلالة الملك يبعث دائماً إشارات و إضاءات تحتاج من يلتقطها ويسلط الضوء عليها ، فتغيير القيادات العسكرية الأخير ، رسالة لنا و للعالم أجمع ، بأن الأردن دولة الرجال الرجال ، دولة لا تفلت حقها ولا تهدر ثأرها ، ولا يلين لها طرفٌ ، فما زال الأردن بخير ، و ما زال هناك من نذروا أنفسهم لله وللوطن .
وفي كل مرة تأتي الخطابات الملكية نصاً صريحاً بأن المرحلة التي نتعايش معها بحاجة لرجال ميدان ، يداً بيد مع جلالته ، ولكن يبقى هنا قصور وتقصير من قبلهم فالمسؤولية تشريف وبرستيج ، وجاهة لأ أكثر ، وهذا ما لا يرضى به جلالته وقالها علانية " الي ما بده يشتغل يروح " ، المنصب أمانة فإلى جانب التشريف يأتي التكليف أولا متزامناً بقسم تهتز له الجبال بأداء المهام الموكولة بكل أمانة ، لتكون ردود فعلنا لاحقاً على أعمالهم ردود مكلومة مفجوعة من الهشاشة التي تقوم عليها ، ولكن تبقى ثقتنا معلقة فقط بك سيدي صاحب الجلالة ..