زاوية سناء فارس شرعان
قضية اللاجئين السوريين في تركيا الذين يبلغ عددهم زهاء اربعة ملايين لاجئ يتوزعون في مختلف المدن والولايات التركية تشهد هذه الايام انعطافة بالغة الاهمية تتمثل بالعودة القسرية لاعادتهم الى سوريا دون تنسيق مع السلطات السورية او الروسية صاحبة القرار في سوريا …
فقد اعيد عشرات اللاجئين من اسطنبول كبرى مدن تركيا فيما تجري مشاورات واتصالات بين السلطات التركية وقيادات اللاجئين في اسطنبول حول السبل الكفيلة باعادة اعداد منهم الى سوريا او الولايات التي كانوا يقيمون فيها قبل توجههم من اسطنبول خلال الانتخابات البلدية التي شهدتها المدينة التاريخية مؤخرا التي فاز بها مرشح حزب الشعب الجمهوري المعارض اكرم اوغلو على مرشح حزب العدالة والتنمية رئيس الوزراء السابق بن علي يلدريم ورغم انتهاء الانتخابات الا ان السوريين الذين قدموا الى اسطنبول لم يعودوا الى المدن والولايات التي غادروها …
يبدو ان هناك تنافسا حادا بين الاتراك واللاجئين السوريين الذين يعتبرون عمالة ماهرة للغاية بالاضافة الى بعض المشكلات الاجتماعية التي تعيشها اسطنبول التي يقطنها اكثر من ١٥ مليون نسمة والتي يعزوها بعض الاتراك للاجئين السوريين الذين يرغبون بالاقامة في اسطنبول … ما يضاعف حجم المشكلات الاقتصادية والسكانية والاجتماعية ما يؤثر على اوضاع اللاجين وعملهم واقامتهم علما بان عدد السوريين الذين يقيمون في المدينة يبلغ ٦٠٠ الف لاجئ سوري.
وفي الوقت الذي يقول فيه مراقبون ان مشاعر الغضب تملأ قلوب الاتراك على اللاجئين السوريين ما جعلهم يجاهرون بكراهيتهم للسوريين ويناصبونهم العداء فقد قللت المعارضة السورية من اهمية هذا الموضوع واعتبرته حدثا طارئا سرعان ما ينطوي … فسوريا اكثر دولة استقبلت لاجئين سوريين وعائلاتهم معاملة المهاجرين والانصار وان التدخلات الرسمية التركية قد ازالت اي خلافات بين الاتراك والسوريين وان تركيا لا تزال تقف الى جانب القضية السورية وترغب في حل هذه المسألة واعادة اللاجئين السوريين الى ديارهم بل ان المعارضة السورية اوضحت ان السلطات التركية تعتبر افضل دولة من حيث معاملة اللاجئين السوريين وان سوء المعاملة التي حظي بها السوريين قد انتهت بصورة نهائية.
تركيا كانت اعلنت عزمها مع روسيا حلى حل المشكلة السورية من خلال مؤتمرين يعقدان في تركيا الشهر المقبل … القمة الاولى ثلاثية تضم تركيا وروسيا وايران وتبحث السبل الكفيلة بحل الازمة السورية وتوحيد المواقف بين الدول الثلاث بهذا الخصوص … اما القمة الثانية فهي رباعية تركية وروسية هذدفها الضغط الدولي لايجاد حل سلمي للازمة السورية وفق قرارات الامم المتحدة بهذا الشأن بالاضافة الى توفير التمويل اللازم لاعادة الاعمار حيث ترفض الدول الغربية المشاركة في توفير هذا التمويل ما لم يتم التوصل الى حل سلمي للازمة.
هذه التطورات في تركيا وعلى صعيد الازمة السورية تتزامن مع ازمة تركية امريكية جديدة بعد تسلم تركيا لصواريخ ٤٠٠ S الروسية الصنع ووقف امريكا مشاركة تركيا في تصنع طائرة ف ٣٥ وامتناعها عن بيع ١٠٠ طائرة من هذا النوع لاقنرة الامر الذي يهدد بازمة حادة بين تركيا والاتحاد الاوروبي بالاضافة الى ازمة بين تركيا وحلف شمال الاطلسي ما يهدد باسحاب تركيا من الحلف ما يؤثر على الامن في منطقة جناحه الغربي حيث يقول وزير الدفاع التركي ان ذلك سيضعف الحلف كثيرا … !!!