يحتفل الشعب المغربي في الثلاثين من يوليوز من كل سنة بذكرى تربع الملك محمد السادس على عرش المملكة المغربية الشقيقة، وهي مناسبة يتجدد خلالها التأكيد على قوة الالتحام بين العرش والشعب، الذي يستحضر التحولات الايجابية التي حققها المغرب خلال العقدين الاخيرين، ومن بينها التزام الرباط في مجال حقوق الانسان بصفة عامة ومجال الهجرة على وجه الخصوص.
وهكذا، يعتبر المغرب طرفا في عدد من الآليات الدولية لحقوق الانسان وحقوق المهاجرين والقانون الدولي للاجئين. حيث كان من بين الدول الأوائل التي انضمت إلى الوعي العالمي حول قضايا الهجرة، وذلك من خلال التصديق في عام 1993 على الاتفاقية الدولية لحماية حقوق جميع العمال المهاجرين وأفراد أسرهم، والتي كان من المروجين لها.
وبفضل توفره على خبرة طويلة في مختلف جوانب الهجرة، يعتبر المغرب عضوا نشيطا في كل مسلسلات التشاور الجهوية و الدولية حول الهجرة (الحوار الرفيع المستوى حول الهجرة والتنمية، عملية فاليتا، مسلسل الرباط، حوار 5 + 5 ، المنتدى العالمي للهجرة والتنمية والميثاق العالمي للهجرة).
وهكذا، تبنت المملكة المغربية، منذ سنة 2013، بتوجيهات من الملك محمد السادس سياسة في مجال الهجرة واللجوء، منطلقة من بعد إنساني، ومطابقة لالتزامات المغرب الدولية ومحترمة لحقوق المهاجرين،.حيث اعتمدت، في دجنبر 2014، استراتيجية وطنية للهجرة واللجوء تستند على التكامل السوسيو-اقتصادي للمهاجرين.
وفي إطار تنفيذ توجيهات العاهل المغربي المتعلقة بالسياسية الوطنية الجديدة للهجرة، أعدت الحكومة مخطط عمل مرتكز على أربعة محاور أساسية متمثلة في:
✓ وضعية اللاجئين وطالبي اللجوء؛
✓ قضية الأجانب في وضعية إدارية غير نظامية؛
✓ محاربة الاتجار في البشر؛
✓ تحسين ظروف الأجانب في وضعية نظامية.
أما على المستوى القاري، فلعل اختيار الملك محمد السادس رائدا للاتحاد الافريقي في مجال الهجرة يجعل من المغرب بلدا مدافعا نشيطا ومنخرطا في الانشغالات الافريقية سواء على المستوى الجهوي وكذا الدولي، حيث تبلور ذلك من خلال تقديم العاهل المغربي تقريرا حول الأجندة الإفريقية التي تعتبر الهجرة كعامل للتقارب بين الشعوب والحضارات لجعل الهجرة رافعة للتنمية المشتركة وأساس للتعاون جنوب –جنوب و محرك للتضامن، وذلك بمناسبة انعقاد القمة 30 لرؤساء دول وحكومات الاتحاد الإفريقي، دجنبر 2018.
كما اعتمد مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الإفريقي خلال جلسته المنعقدة في يونيو 2018 مقترح المغربي كقائد إفريقي لقضية الهجرة لتأسيس مرصد إفريقي للهجرة من أجل المساعدة في تحقيق الالتزامات التي تم التعهد بها في إدارة الهجرة والمساهمة في صياغة وتنفيذ السياسات الموضوعة على المستوى القاري.
على الصعيد الإقليمي، وفي إطار تتبع تنفيذ مسلسل الرباط، استضاف المغرب المؤتمر الوزاري الخامس للحوار الأوروبي - الأفريقي حول الهجرة والتنمية يومي 1 و 2 ماي 2018 في مراكش، و الذي تكلل باعتماد إعلان وخطة عمل مراكش، التي تهدف إلى مضاعفة الأثر الإيجابي للهجرة المنتظمة على التنمية في منطقة مسلسل الرباط ومواءمة خطة العمل هذه مع المجالات ذات الأولوية في إطار فاليتا، لا سيما فيما يتعلق بالتعامل مع الهجرة غير الشرعية والحماية واللجوء والاتجار بالبشر والعودة وإعادة القبول.
على المستوى الدولي، عمل المغرب على جعل قضية الهجرة أولوية في سياسته التنموية. إذ في هذا الإطار، ترأس القمة الحادية عشرة للمنتدى العالمي للهجرة والتنمية التي عقدت في مراكش في الفترة من 5 إلى 7 دجنبر 2018، كما استضاف المؤتمر الحكومي الدولي لاعتماد الميثاق العالمي للهجرة الآمنة والمنظمة والنظامية يومي 10 و 11 دجنبر 2018 في مراكش ، والذي توج بتبني اتفاق مراكشم، طرف ممثلي 165 حكومة، حيث تم اعتماده من طرف الجمعية العامة للأمم المتحدة في 19 ديسمبر 2018.