لبنان يلغي إجراءات "العمل" تجاه الفلسطينيين خشية انفجار الوضع

نبض البلد -

جعجع يهاجم "حماس" ويشكر عباس على خلفية احتجاجات المخيمات

نبض البلد - وكالات

أثمرت الاحتجاجات الفلسطينية الغاضبة على إجراءات وزارة العمل اللبنانية تراجعًا عن هذه الإجراءات فيما يخص العامل الفلسطيني، الذي ميّزه القانون اللبناني وتعامل معه بصفته لاجئًا لا أجنبيًا.

بعد ليل ساخن في محيط المخيمات الفلسطينية وداخلها في لبنان، وعمليات كرّ وفرّ وحركة غير عادية للجيش لمنع امتداد التحركات إلى خارج المخيمات، أعلن رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري، أن "موضوع قرار وزير العمل كميل أبو سليمان بشأن عمل الفلسطينيين انتهى، وأدعو وزير العمل إلى عقد مؤتمر صحفي وإعلان ذلك".

جاء رد بري على مداخلة لعضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب علي عمار في جلسة للمجلس، وقال عمار: "نعيش تداعيات قرار وزير العمل حول العمال الفلسطينيين، والوضع كاد ينفجر والجيش منهك في الطرقات".

وفي الإطار ذاته، قال رئيس الحكومة سعد الحريري: "سأطلب من وزير العمل أن يرفع القرار بشأن مكافحة اليد العاملة الأجنبية إلى مجلس الوزراء لنتخذ القرار المناسب".

بدوره، أفاد وزير العمل بأنه أعطى تعليماته لتسيهل إعطاء إجازات العمل بأسرع وقت، مؤكدا أن القانون يحمي العمال الفلسطينيين من الطرد التعسفي.

فيما شن رئيس حزب "القوات اللبنانية" المسيحي هجوما على حركة حماس وحزب الله اللبناني على خلفية الأحداث التي شهدتها لبنان احتجاجا على قرار وزير العمل الذي ينتمي لحزبه ضد اللاجئين الفلسطينيين.

واعتبر أن "التحركات التي تجري في بعض المخيمات لا علاقة لها بقرار الوزير كميل أبو سليمان لتنظيم العمالة في لبنان بشكل عام ومن ضمنها العمالة الفلسطينية".

ورأى جعجع أن هذه "التحركات خلفيتها سياسية بحتة إذ أن بعض القوى الفلسطينية كحماس وأخرى لبنانية كحزب الله يقومون بتصوير قرار وزير العمل للشارع الفلسطيني على غير حقيقته".

وأشار إلى "كله بهدف استقطاب هذا الشارع في الصراع القائم بين حماس وحلفائها اللبنانيين من جهة، والسلطة الفلسطينية من جهة أخرى"، وفق تعبيره.

في المقابل شكر جعجع السلطة ورئيسها محمود عباس على "موقفه المشرف"، داعيا، "الإخوة الفلسطينيين الموجودين على الأراضي اللبنانية عدم الأخذ بالشائعات والتشويه المتعمد لقرار وزير العمل".

هجوم جعجع على حماس هو الثاني الذي يصدر من حزب مسيحي لبناني على خلفية الاحتجاجات الأخيرة، حيث سبق أن أصدر "الحزب الديمقراطي المسيحي"، بيانا قال فيها إن "إرهابيي حماس انطلقوا للعمل من ضمن خطة مبرمجة مسبقًا لإثارة التوترات ونشر الفتن في لبنان، بالتنسيق مع جبهة النصرة: في إدلب وفلول حركة داعش في لبنان"، وفق تعبيره.

كما أشاد الحزب في ذات الوقت بالسلطة الفلسطينية وسفيرها وبالمجلس الثوري لحركة فتح"

وكانت مواقع التواصل الاجتماعي تداولت فيديوهات حول احتكاكات بين وحدات الجيش ومحتجين فلسطينيين، وحول ختم فلسطينيين عملات لبنانية بعلم فلسطين، ودعوة المصارف إلى اعتبار هذه العملات مزوّرة وعدم التعامل بها، الأمر الذي استحضر ذاكرة الحرب المشؤومة وشهد استنفارًا متجددًا لعصبيات واصطفافات، إما مؤيدة لتحركات اللاجئين أو معارضة لها.

وأيقظ الجدل مشاعر الخوف من أي أعمال شغب يستغلّها مخرّبون لتفجير الوضع وإحداث فتنة. ومن هنا، جاءت دعوة صفحة "عاصمة الشتات عين الحلوة” إلى الفلسطينيين "لتفادي أي صدام مع القوى الأمنية اللبنانية تجنبًا لأي فتنة يريدها البعض شرارة لخراب كبير يؤسس لحرب تنتهي بإعادة خلط الأوراق من جديد”.

يذكر أن قرار الوزير اللبناني أثار موجهة غضب فلسطينية في مخيمات اللاجئين بلبنان، وعمّت أجواء الإضراب العام في المخيمات الأربعاء، تلبية لدعوات أطلقتها لجنة المتابعة الفلسطينية في لبنان.