نبض البلد- وكالات
في منزلها الكائن في حي تل الرميدة جنوب مدينة الخليل بالضفة الغربية المحتلة، تحاول "هناء أبو هيكل" أن تكمل مسيرة والدها الذي بقيت أنفاسه معلقة بين السماء والأرض حتى وعدته أن تحافظ عليه، رغم تهديدات المستوطنين المستمرة ومحاولاتهم إخراجهم من البيت لأكمال بناء تجمعهم الاستيطاني.
"أبو هيكل" خاضت حربا قانونية طويلة مع الاحتلال لتحافظ على منزل عائلتها، قالت إنها توجهت إلى كل محاكمهم الإسرائيلية انتهاءا بما يسمى بمحكمة العدل بعد أن حصلت على ثلاثة قوانين غير مطبقة، والأن تنظر بصمودها وبيتها وأسرتها صوب محكمة الجنايات الدولية.
وتسكن عائلة "أبو هيكل" منذ مئات السنين بمنطقة تل الرميدة أو كما يسمى بجبل الخليل، والبيت الذي تسكنه الان هو بيت والدها الذي بناه عام 1959، وحاليا يزاحمها على بيتها وحقها فيه مستوطنين أقاموا مستوطنتهم عام 1984 بادعاء أنها أراضي مستأجرة من حارس أملاك الغائبين ومقبرة مستأجرة من أوقاف الخليل.
في حينه كانت المستوطنة عبارة عن أربعة كرفانات حتى 1994 عندما حاولوا البناء، فكانت القضية الأولى التي استطعنا خلالها بالفعل إيقاف البناء، حتى العام 2000 عندما قطعوا الطريق علينا ومنعونا من المرور وأغلقوه بالكامل، في العام 2002 وقعت العملية البطولية لسرايا القدس "زقاق الموت" في وادي النصارى في الخليل، وقتل فيها 13 صهيونيا من بينهم نائب حاكم منطقة الخليل، بعدها زار "شارون" المنطقة وأعطى الضوء الأخضر للبناء رغم قرارات المحكمة.
حينها حاولت "أبو هيكل" من جديد بالقضاء التوجه إلى المحكمة العليا "الإسرائيلية" ورفعت قضية بمساعدة أحد خبراء الاثار أثبتت فيها أن البناء سيكون على اثار، ولكن لم يحترم أحد قرار المحكمة وتم البناء على الأرض. هذا البناء غير مجرى حياة العائلة بالكامل.
على مدخل البيت بنى معسكر جيش يغذي كل نقاط الخليل وجبل الخليل كمركز رئيسي، والمستوطنة، وزاد الأمر سوءا عندما احتلوا منزل عائلة البكري وطردوا العائلة منه، والذي يقع في الجهة الثالثة من المنزل.
منذ العام 2003 تعيش العائلة صراع مع المستوطنين وجنود الاحتلال الذين يحمونهم باستمرار، وتحول البيت إلى سجن وسط امتداد استيطاني واحتلالي من جميع الجهات، استدعى تشييك محيطه بالكامل ونوافذه وحتى الشرفة التي أصبحت منفذ العائلة الوحيد شيكت بالكامل.
ابنة الأخ الصغرى "يارا" 14 عاما تروي معاناتها من اعتداءات المستوطنين وخوفها الدائم ومنعها من التحرك بدون مرافق لتقطع أكثر من حاجز لتصل إلى مدرستها ودائما يتم اعتراضها وأشقائها من قبل المستوطنين.
تستذكر "يارا" قبل أيام اعتداء المستوطنين على المنزل حينما اقتحموا محيط المنزل وكسروا نوافذه وقاموا بالصراخ عليهم وهم نيام بإن عليهم الرحيل".
وأشارت إلى ما وقع مع شقيقها قبل سنوات عندما حجزه الجنود لساعتين وهو ذاهب لتقديم امتحانات "التوجيهي" ولم يتمكن من تقديم امتحانه.
ورغم هذه المعاناة تقول "يارا"، "لا خيار لديها سوى الصمود في المنزل الذي كان وصية جدها لهم جميعا، قالت "جدي أوصانا في هذا البيت، وهو حقنا الذي لن نتنازل عنه مهما ضيقوا علينا".
موقف الطفلة الصامد على أرضها وبيتها مستمد من موقف العائلة الرافض لأي مساومة للتنازل عن منزلها أو التخلي عنه، كما تقول العمة "أبو هيكل" ولكن هذا الصمود يحتاج إلى مساندة ودعم فالزيارات للبيت هو ما يعطي الحماية للعائلة وللأطفال:" قالت.