زاوية سناء فارس شرعان
تشهد الاوضاع التي تعيشها ليبيا تطورات دراماتيكية خطيرة على الأوضاع في البلاد بصورة خاصة وفي افريقيا بصورة عامة وعلى صعيد ثورات الربيع العربي بصورة اكثر تحديدا … فالثورة الليبية التي تفجرت في فبراير عام ٢٠١١ لم يحدد مسارها النهائي بعد رغم ثماني سنوات من القتال والتتخريب والتدمير والتدخل الاقليمي والاوروبي والدولي في هذا القطر الغني بالنفط والثروات الطبيعية ونعدام الامن وعدم الاستقرار في ليبيا له انعكاساته الخطيرة على الربيع العربي في كل من الجزائر والسودان اللتين شهدان احداثا وتفاعلات شعبية وحراكا جماهيريا سينعكس على وضع القطرين وعلى وضع المنطقة بأسرها…
منالواضح ان اوضاع ليبيا لم تستقر غم الحل السياسي العربي توصلت اليه الامم المتحدة من خلال مبعوثها الى ليبيا الوزير اللبناني الاسبق غسان سلامه بعد ان اصبح الحل قاب قوسين او ادنى من التنفيذ وذلك بفضل التدخل الخارجي في الشأن الليبي وخاصة من قبل بعض الدول العربية وتحديدا مصر والامارات العربية المتحدة والسعودية من خلال تحرك اللواء الليبي المتقاعد وتحركه العسكري للسيطرة على كامل التراب الليبي ووضع يده على الثروة البترولية في ليبيا من خلال عقود وهمية ابرمها م شركات بيع النفط اليها.
وما يدلل على المؤامرة ضد ليبيا وضد حكومتها الشرعية المعترف بها دوليا بقيادة فايز السراج في طرابلس تحرك قوات حفتر وزحفها نحو طرابلس بدعوى محاربة التنظيمات الارهابية التي يشهدها الغرب الليبي وتحقيق الامن والاستقرار في ليبيا وبسط سلطته الدولية غم ان حكومة السراج في طرابلس هي السلطة الشرعية المعترف بها دوليا بدعم من الامم المتحدة والمجتمع الدولي ما يجعل من حفتر عسكريا متمردا وخارج على القانون والشرعية الدولية الامر الذي يتطلب مواجهته ووضع حد لاطماعه ومغامراته …
من اجل ذلك حظيت الحكومة الشرعية برئاسة السراج مؤخرا بدعم من المجتمع وخاصة الدول الاوروبية وتحديدا المانيا وايطاليا وبريطانيا واسبانيا بالاضافة الى اطراف عربية واسلامية من بينها قطر وتركيا ما رجح كفة الحكومة الشرعية وهيمة حفتر وقواته من المرتزقة الافارقة ومن بينهم سودانيين ومواطنون وتشاديون وخاصة في منطقة غريان حيث فرت قوات حفتر كالقطيع المذعور تاركة وراءها اسلحة امريكية واماراتية وخبراء اماراتيون وفرنسيون في غرفة عمليات حفتر في غريان …
الغريب في الامر ان قوات حفتر رغم هزيمتها المريرة في غريان ومناطق اخرى من الغرب الليبي تصر بعد الهزيمة انها لن تنسحب وانها ستواصل الهجمات على طرابلس حتى احتلالها ما يدل على انها تلقت وما تزال تتلقى دعما ماليا وعسكريا وتسليحا من اطراف اقليمية تسعى الى محاربة تنظيمات تنظيمات ارهابية من بينها جماعة الاخوان المسلمين التي تعتبرها مصر ودول عربية اخرى تنظيما رهابيا تنوي الخلاص منه..
عصابات حفتر تعتبر ان هزيمتها في غريان تعزى الى تدخل سافر تركي حيث شاركت القوات التركية في المعارك ضد قوات حفتر ما ادى الى هزيمتها المنكرة وتبع ذلك اعتقال عدد من الاتراك في ليبيا واعلان شركات تركية ومصالح من بينها مطاعم ومرافق اخرى … الا ن التهديد التركي الحاسم من قبل وزير الدفاع باعتبار مؤىدي حفتر ومرتزقته اهدافا لتركيا ومنع مؤيدي حفتر الى الاسراع باطلاق سراح الاتراك المعتقلين في ليبيا وكأن شيئا لم يكن خاصة وان اجهزة اعلام حفتر تردد ان هناك اكثر من عشرة الاف جندي تركي في ليبيا يحاربون الى جانب السراج وان الطائرات التركية موجودة في الاجواء الليبية بما فيها السفن التركية تمخر عباب البحر الابيض المتوسط.
تركيا تعترف بدعمها للحكومة الشرعية المعترف بها في ليبيا برئاسة السراج وانها متواجدة وتدعم الحكومة برئاسة السراج وانها تدعم هذه الحكومة حتى تبسط سلطاتها على جميع الاراضي الليبية ما يمهد الاجواء لاتساع رقعة النزاع المسلح في ليبيا ومشاركة اطراف اخرى في هذا الصراع العربي ما قد يؤدي الى تدخل دولي لفرض الشرعية ليبيا…!!!