الاردن وقبرص يؤكدان المضي بتعزير شراكتهما
نبض البلد - عمان
أكد وزير الخارجية أيمن الصفدي، سعي الأردن الدائم لتحقيق السلام الشامل في المنطقة، قائلاً "لا سلام دون قيام دولة فلسطين على خطوط 4 حزيران 1967.
وأشار الصفدي، خلال مؤتمر صحافي مع نظيره القبرصي نيكوس خريستودوليديس، امس إلى رفض الأردن أي قرارات تتعارض مع الموقف الأردني تجاه القضية الفلسطينية وأهمها قضية ضم المستوطنات، مضيفاً "موقفنا ثابت من حل الدولتين لتحقيق السلام"، مبينا أن موقف الأردن من اللاجئين واضح"
وأكد الصفدي ووزير الخارجية القبرصي، أن البلدين ماضيان في تطوير شراكتهما وتعزيز تعاونهما في شتى المجالات في زيادة التنسيق إزاء جهود حل التحديات الإقليمية.
واستعرض الوزيران خلال لقائهما في عمان ، خطوات ترجمة مخرجات القمم الأردنية القبرصية والقمم الثلاثية مع اليونان منجزات عملية تسهم في الارتقاء بالعلاقات إلى مستويات متقدمة تعكس توجيهات جلالة الملك عبدالله الثاني والرئيس القبرصي نيكوس اناستاسيادس، تكريس الشراكة الاستراتيجية بين المملكة وقبرص.
وبحث الصفدي وخريستودوليديس الذي يقوم بزيارة رسمية للأردن يرأس خلالها اجتماع سفراء بلاده الذي ينعقد في المنطقة لأول مرة وتم عقده في عمان، ويوجه الاجتماع رسالة لتأكيد حجم التعاون والتنسيق بين البلدين، المستجدات الاقليمية وسبل حل أزمات المنطقة، وفِي مقدمتها القضية الفلسطينية.
وفي تصريحات صحافية مشتركة، قال الصفدي إن العلاقات الاردنية القبرصية متينة راسخة تتطور بشكل مستمر، وإن جلالة الملك عبدالله الثاني والرئيس القبرصي نيكوس اناستاسيادس، حرصا على بناء هذه العلاقات على ارض صلبة ووضعاها على مسار منجز فاعل من أجل تفعيل التعاون وتعزيزه في جميع المجالات، اقتصاديا واستثماريا وسياحيا وتعليميا وأيضا في مجال الدفاع والامن.
وزاد: "هذه علاقة تسير بشكل ممتاز سواء في المسار الثنائي ما بين الاردن وقبرص او في المسار الثلاثي ما بين الاردن وقبرص واليونان"، لافتا إلى استضافة جلالة الملك بشهر نيسان الماضي للقمة الثلاثية التي وضعت اطارا مؤسساتيا لتعزيز التعاون في شتى المجالات.
وأشار إلى تثمين الأردن العالي للدور الذي تقوم به قبرص بإسناد الاردن ودعمه في علاقاته مع الاتحاد الاوروبي.
وأضاف "هذه العلاقات تتطور باستمرار وتسير نحو هدف واضح حددته القياده لتعزيز التعاون وتفعيله، ووقعنا عديد الاتفاقيات في الفترة الماضية، ونعمل الان على إعداد اتفاقيات اخرى أهمها اتفاقية منع الازدواج الضريبي".
وقال: "هنالك تصميم على اتخاذ خطوات عملية في ما يتعلق بالتجارة والاستثمار والتعاون السياحي، وثمة خطوات لتعزيز التعاون ما بين القطاع الخاص".
وأضاف، المحادثات تناولت أيضا القضايا الاقليمية، "فقبرص جزء من المنطقة، وتاريخنا مشترك، ومواقفها في ما يتعلق بالقضايا الاساسية وتحديدا القضية الفلسطينية، واضحة وثابتة نثمنها بشكل كبير".
وفي ما يتعلق بقضية اللاجئين تحديدا، قال الصفدي، "أؤكد مرة أخرى ان موقف المملكة واضح ثابت راسخ: قضية اللاجئين من قضايا الوضع النهائي تحل وفق قرارات الشرعية الدولية، وفي مقدمها القرار 194 وبما يضمن حق العودة والتعويض وبما ينسجم مع مبادرة السلام العربية التي تدعو إلى حل متفق عليه بين الأطراف."
وفي ما يتعلق بما تم تداوله حول قرارات محتملة لضم المستوطنات او ضم أراض من الأراضي الفلسطينية المحتلة أكد "هذا بالنسبة لنا مرفوض بالمطلق. لا يمكن ان نقبل أي قرار او أي خطوة تتعارض مع موقفنا الثابت الذي يقول بشكل واضح إن حل الدولتين وفق المرجعيات المعتمدة هو السبيل الوحيد لتحقيق السلام".
واشار الى أنه بحث كل التطورات المرتبطة بالقضية الفلسطينية مع نظيره القبرصي "ونحن متفقون على ضرورة تكثيف الجهود من أجل التقدم نحو هذا الحل، والحؤول دون فراغ يستفيد منه المتطرفون لفرض اجندتهم وإضعاف الطرح المعتدل".
وقال إنه بحث ووزير الخارجية القبرصي، أيضا، الأزمة السورية، وأن البلدين متوافقان أيضا على ضرورة بذل جهد أكبر لإنهاء الأزمة والكارثة في سوريا والتوصل الى حل وفق القرار 2254 يحفظ وحدة سوريا واستقرارها وتماسكها يقبله السوريون ويحقق المصالحة الوطنية ويتيح الظروف لعودة اللاجئين".
وأكد أن تصميما على العمل معا ثنائيا وعبر القنوات الدولية من أجل تحقيق السلام الشامل ومعالجة كل القضايا التي تحول دون ذلك في منطقتنا".
إلى ذلك قال وزير الخارحية القبرصي، "أود أن اؤكد أن دور الأردن لا غنى عنه لاستقرار المنطقة. ويسعدني جدًا انه أتيحت لي الفرصة لتبادل وجهات النظر والأفكار مع الوزير الصفدي حول كيفية تعزيز علاقاتنا الثنائية أكثر، من خلال توقيع بعض الاتفاقيات الجديدة لتنفيذها وكذلك المبادرات المشتركة في منطقتنا".
وزاد، "تبادلنا وجهات النظر حول علاقاتنا الثلاثية بين اليونان وقبرص والأردن. ونحن نتطلع الى الاجتماع القادم على مستوى قادة الدول الذي سيعقد في اليونان. وسعداء للغاية لأن شركائنا الأوروبيين يفهمون ويقدرون أهمية الأردن في هذه المنطقة المضطربة".
وقال "يسعدني أن أعلن أن وزارة الخارجية القبرصية قررت عقد أول اجتماع إقليمي لدبلوماسيينا في الأردن، وهذا مؤشر واضح على أهمية الأردن ودوره بالنسبة لنا". ولفت خريستودوليديس إلى أن الرئيس الجديد لبعثة الاتحاد الأوروبي في الأردن سيكون من قبرص، ما يعطي مؤشرا آخر على قوة الشراكة بين البلدين وحرصهما العمل معا.
وشدد الوزير القبرصي على أن بلاده تشترك مع الأردن في الهدف المشترك المتمثل في "تعزيز السلام والأمن في منطقتنا، وسنعمل سوية من أجل تحقيق ذلك، لافتا إلى أن المحادثات تناولت مجمل القضايا الإقليمية وبما فيها الصراع الفلسطينين الاسرائيلي، والأزمة السورية والحفريات التركية".