نايل هاشم المجالي
ما لهم اهملوا زهور العمر من الشباب الذين تجرعوا جفاف التهميش والهدر لطاقاتهم والقي في حقولهم بذور الفساد والفراغ ليغمرها وابل من التململ الكاسد ، على اثره تخمرت العقول واشتد سجنها خلف قضبان الضباب والليل الحالك حتى استوحشت المعرفة الى الطريق السديد في دجى ذلك الظلام الحالك فأصبحوا شريدي الرؤية لمستقبلهم فنقص العمر واندثر أثره ، واصبحوا يجوبون الطرقات من هنا وهناك لا يعرفون اين مصيرهم .
فساد غزا ميدان ارض الوطن فغزا ميدان العقول والفكر ، فأصبح الشباب يبحث عن سبل الهجرة والهروب من الفراغ القاتل بالقول الفارغ عن الهدف والعمل والغاية الذي لا يسمن ولا يغنى من جوع النفس وحاجتها ، فكانت هناك حرب بيضاء ناعمة استنزفت زهرة العمر وريعانها لشباب الوطن حرب فساد عبثت في موارد نفوسهم وازهارهم اعتلت منابر السلطة المؤثرة لتلقي بفكر رديء اعتراه الفساد والمصلحة والمحسوبية ، خلف تفاهة القول تحت ستار من المنشيشتات فأعيت وعي من سمعها بالجهل وسيرت سلوك من اقتنع بها نحو الانحراف ، لقد سرقوا الجمال والرونق لأزهار العمر فسقط عنها البتلات والورق ويمحو ما لها من عبير وعبق .
فعلينا ان ندرك حقيقة النفس وما لها وعليها من اهداف وغايات وواجبات اتجاه الوطن ، وما اصطفاها الخالق عن سائر مخلوقاته بهبات تتجلى في عقل يمنحها العقلانية والرقي والسمو علماً وعملاً وعطاءاً لهذا الوطن .
فأعقل مسيرة العمر التي تتطلب ارادة وكفاح واذا تملكك الفراغ فدعك من قتلة بالشتم والقدح والتفاهة والهم ساعاتك بالنافع المفيد وسلوك قيم دائم وان قل ليبدد عنك شيئاً من غيوم الجهل ، فغادر مقعد فراغك واحجز لنفسك مقعداً في مجالس العلم والانس والعمل والعطاء لتستقي السند والعون ، واحمل لواء المعرفة السليمة والخلق القويم وان تكون قدوة حسنة والساعي نحو الاصلاح لنهضة هذا الوطن .
Nayelmajali11@hotmail.com