زاوية سناء فارس شرعان
لميمض اسبوع على وساطة رئيس الوزراء الاثيوبي آبي احمد علي بين المعارضة السودانية ممثلة بقوى الثورة والتغيير والمجلس العسكري الانتقالي في السودان الذي قاد انقلابا على الرئيس المخلوع عمر البشير حتى وافقت المعارضة السودانية على قبولها لهذه الوساطة وموافقتها على مقترحات رئيس الوزراء الاثيوبي للوساطة بين الجانبين.
وماكان لهذه الوساطة بين الجانبين.
وماكان لهذه الوساطة ان تنجح لولا اقتناع الطرفين لدورها واحقيتها للحياة وصلاحيتها باعتبارها انجع الوسائل المتاحة لانجاح الثورة الشعبية السودانية المؤهلة مع شقيقتها الثورة الجزائرية لتغيير معالم الوطن العربي في افريقيا الذي يشكل الغالبية العظمى للوطن العربي وسكانها ومياهها وموارد اقتصادية وثروات طبيعية …
كانمعلوما منذ البداية ان الوساطة الاثيوبية ستؤتي اكلها انطلاقا من مكانة اثيوبيا واهميتها في القارة الافريقية والعالم وانطلاقا من شخصية رئيس وزرائها ونضاله المعروف على مستوى القارة والالم… فآبى احمد لا يقل اهمية ان يحكم افريقيا ومناضلها الذي لا يشق له غبار والذي هز اركان الاستعمار والتمييز العنصري في شمال القارة الافريقية وخبرتها والذي زاوج بين النضال السلبي الذي قام به غاندي وصراع الاستعمار بمختلف اشكاله فكان بذلك من اروع المناضلين ضد الاستعمار والتمييز العنصري في القارات الخمس.
فاثيوبيا من اكبر دول القارة الافريقية واكثرها تقدما وازدهارا وصناعة خاصة في مجالات السدود والمياه والبحيرات السياحية ورغم وفرة مياهها وزيادة امطارها تعتبر اثيوبيا اكثر الدول في استغلال الموارد المائية حيث تقوم حاليا بانشاء سد النهضة علي نهر النيل الازرق على بعد ٤٠ كيلومترا من الحدود السودانية كما تقوم بانشاء سدا آخر لتوفير الطاقة الكهربائية وجعلها في متناول الصناعة والسياحة والزراعة في اثيوبيا والقارة الافريقية ولا عجب ان وضع الكيان الصهيوني ثقله في مشاريع المياه والطاقة الكهربائية للاستفادة من هذه الموارد لا سيما في السياحة والزراعة.
ورغم ان العلاقات الاثيوبية السودانية لم تتأثر سلبا من انشاء سد النهضة بسبب عدم حاجة السودان للمياه حيث يعاني من غزارة مياه الامطار وفيضان روافد النيل فيما تأثرت العلاقات مع مصر بسبب السد الذي يتوقع ن يحجب ربع مياه نهر النيل ما يعرض ارض الكنانة للعطش والرمان من المياه.
فكان من البديهي ان يرحب السودان شعبا وفعاليات ومجلسا عسكريا بالوساطة السودانية ون يعمل الجميع على انجاحها خاصة وانها راعت مطالب الطرفين ولم تنحز لطرف دون الآخر فكان آبي احمد بمثابة القاضي العادل الذي حكم بين الطرفين بمنتهي العدل والمساواة ولم يراع احدهما على الآخر.
بل ان قوى الثوة والتغيير في السودان اشارت بحكمته ووافقت على مقترحاته دون ان تعرف وجهة النظر الاخرى … ومن شأن الوساطة الاثيوبية ارضاء كافة الاطراف وضمان استمرار الوساطة ونجاحها والتزام الطرفين بها دون خشية الفشل او التراجع … فضل موقف اثيوبيا وقيادتها لافريقيا وشعوبها ودولتها ولشخصية رئيس وزرائها اتاحت لهذه الوساطة النجاح والقبول من جانب الطرفين … !!!