واشنطن - وكالات
كشفت صحيفة "واشنطن بوست" تفاصيل بحث القيادة الأمريكية طبيعة الرد على إسقاط إيران طائرة أمريكية مسيرة، قبل أن ينتهي الأمر إلى التراجع عن توجيه ضربة عسكرية لإيران.
وورد في تقرير نشر أمس واستند حسب الصحيفة، إلى حوارات مع 25 من المسؤولين في البيت الأبيض والجيش والمشرعين، أن 4 اجتماعات عقدت في البيت الأبيض الخميس ابتداء من السابعة صباحا، لبحث الرد المناسب على إيران، وكان دونالد ترامب خلال كل تلك الفترة يبدي تأييده لفكرة العمل عسكري.
وزاد ذهول أعضاء الإدارة الأمريكية من تراجع ترامب بشكل مفاجئ عن الضربة.
وحسب الصحيفة، فبعد تأكيد واشنطن خسارة الدرون، عقد مستشار ترامب لشؤون الأمن القومي جون بولتون اجتماعا مع كبار المسؤولين لمناقشة الرد المحتمل. وجاء أول رد فعل من ترامب في تغريدة عند العاشرة والربع صباحا، حيث أعلن أن "إيران ارتكبت خطأ جسيما جدا".
وفي وقت لاحق أعطى ترامب البنتاغون الضوء الأخضر للتحضير لضرب إيران، بعد أن تبلغ أن العسكريين بحاجة لساعات لإنجاز الاستعدادات.
وذكر مسؤول رفيع أن قطع البحرية الأمريكية ومنها سفن مرافقة لحاملة "أبراهام لينكولن" كانت مستعدة لضرب إيران، وكان يمكن أن تشكل الهجمات ضربات جوية أو بصواريخ "توماهوك" على الأرجح.
وأشارت إلى أن أعضاء الكونغرس من كلا الحزبين لم يتلقوا إلا معلومات سطحية عن فحوى المداولات في البيت الأبيض والخيارات التي كان ترامب يقلبها.
وفي السادسة مساء، عندما كانت القيادات تضع اللمسات الأخيرة لاطلاق العملية، بدأ ترامب يطرح "أسئلة جوهرية"، حيث أبدى اهتماما بعدد الضحايا المتوقع، لافتا إلى أن أيا من الأمريكيين لم يقتل جراء إسقاط إيران الطائرة.
وحسب الصحيفة، فإن ترامب قرر إلغاء الضربة في حوالي السابعة، قبل الموعد المقرر لتنفيذها بساعتين تقريبا، في خطوة تناقض التوجهات المتشددة لبعض مستشاريه، ولاسيما بولتون المؤيد لفكرة تغيير النظام في طهران.
وقال ترامب لمعاونيه الجمعة إنه مسرور بعدم إقدامه على الضربات، بيد أن البعض في واشنطن عبر عن خيبة أمله من القرار، معتبرا أنه قد يكون أظهر ضعفه بتراجعه عن تنفيذ عملية عسكرية سبق أن أبدى تأييده لها.