الفلسطينيون يتوحدون للمرة الاولى منذ سنوات ولا اثر للانقسام بقرار المواجهة
نبض البلد - وكالات
يستعد الفلسطينيون بالضفة الغربية وقطاع غزة والاراضي المحتلة عام 1948 ومخيمات الشتات للمشاركة في تظاهرات حاشدة واعتصامات واضرابات، رفضا لورشة العمل الأمريكية المقرر إقامتها في البحرين يومي الثلاثاء والأربعاء المقبلين تحت عنوان "الازدهار من أجل السلام".
وأعلنت حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح)، أن أيام الإثنين والثلاثاء والأربعاء المقبلة ستشهد تظاهرات وتصعيدا ميدانيا شعبيا في مراكز مدن الضفة وعند مناطق التماس مع جيش الإحتلال.
وتأتي التظاهرات للتأكيد على رفض ورشة المنامة وعلى حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية على حدود 1967 وضمان حق العودة للاجئين، بحسب البيان.
وفي رام الله، دعت القوى الوطنية والاسلامية الفلسطينية لعدة فعاليات ردا على ورشة البحرين التي ستنطلق يوم الاثنين حتى الأربعاء.
ودعت، لاعتبار "الاثنين 24/6 يوما للمسيرات الشعبية الغاضبة رفضا للمشاريع التصفوية وما يحاك من مؤامرات لتصفية حقوق شعبنا، مشيرة أن التجمع سيكون على ميدان المنارة ثم الانطلاق لمناطق الاحتكاك والتماس رفضا لمخططات الاحتلال وسياسات التطهير العرقي واستباحة القدس والاستيطان الاستعماري وتصعيدا للمقاومة الشعبية لاسقاط المؤامرة."
كما دعت لاعتبار الثلاثاء 25/6 يوما للتصعيد الميداني على نقاط الاحتكاك والتماس بالتزامن مع افتتاح ورشة البحرين، و 26/ 6 يوما للمؤتمرات الشعبية واللقاءات الموسعة لارسال رسالة رفضهم التعاطي مع كل ما سينجم عن هذا المؤتمر ورفض التطبيع العربي مع الاحتلال والدعوة للتحرك عربيا مع انعقاد مؤتمر الاحزاب العربية لاوسع حراك شعبي حتى اسقاط صفقة القرن.
كما دعت لاعتبار الجمعة المقبل يوم تصعيد ميداني وكفاحي في مواقع الفعل الاسبوعي رفضا للاستيطان والجدار العنصري في كافة نقاط الاحتكاك وتصعيد المقاومة الشعبية.
وقال الرئيس الفلسطيني محمود عباس "ان صفقة العصر لا يمكن أن تمر لأنها تنهي القضية الفلسطينية".
واوضح عباس خلال اجتماع اللجنة المركزية لحركة فتح، "لن نحضر ورشة المنامة والسبب أن بحث الوضع الاقتصادي لا يجوز قبل أن يكون هناك وضع سياسي".
واشار الى ان "القيادة لن تستلم أموال المقاصة منقوصة من الاسرائيليين. " بدوره، قال أمين سر المجلس الثوري لـ(فتح) ماجد الفتياني، إن اجتماع المركزية سيبحث "التحديات التي تهدد المشروع الوطني" الفلسطيني.
وسيتناول التحركات السياسية من أجل التصدي لخطة السلام الأمريكية المعروفة باسم "صفقة القرن" وما تفرع عنها كورشة المنامة.
وأشار إلى أن "ورشة العمل الأمريكية ولدت ميتة وأنه لا جدوى ولا فائدة من عقدها بعد رفض معظم دول العالم وفي مقدمتها فلسطين المشاركة فيها".
بدوره، أعلن عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صالح رأفت، أن اجتماع تنفيذية المنظمة يأتي في إطار التحركات الفلسطينية لمواجهة "صفقة القرن" وبحث الفعاليات المقرر تنظيمها في الأراضي الفلسطينية.
وقال، إن "الشعب الفلسطيني بكافة أطيافه من مؤسسات رسمية والمجتمع المدني ورجال الأعمال موحدون حول رفض ورشة المنامة الأمريكية".
وتقاطع السلطة الفلسطينية الإدارة الأمريكية على صعيد الاتصالات السياسية منذ إعلان الرئيس دونالد ترامب، في 6 ديسمبر 2017 الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة إليها في 14 مايو 2018.
وفي قطاع غزة، دعت الهيئة العليا لمسيرات العودة التي تضم فصائل ومنظمات أهلية وحقوقية فلسطينية، الجماهير الفلسطينية إلى المشاركة في كافة الفعاليات الوطنية في القطاع يومي الثلاثاء والأربعاء المقبلين.
وذكرت الهيئة، أن الثلاثاء سيشهد إضرابا شاملا في قطاع غزة، فيما سيشهد الأربعاء مسيرات ومؤتمرا شعبيا لرفض "تصفية القضية الفلسطينية ومخرجات مؤتمر البحرين".
وسبق أن اعتبر رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) إسماعيل هنية، أن ورشة البحرين "تندرج ضمن الجهود الأمريكية والإسرائيلية لتدمير المشروع الوطني الفلسطيني"، مشيرا إلى أن "واجهتها اقتصادية لكن مضمونها سياسيا".، معربا عن "رفض الحركة وعدم قبولها بأن تستضيف أي دولة عربية هذه المؤتمرات التي تشكل جسرا للتطبيع مع الاحتلال على حساب الحقوق الفلسطينية".
وبحسب مراقبين فلسطينيين، تأمل الإدارة الأمريكية أن تكون ورشة المنامة المحطة الأولى والمدخل الرئيسي لإعلان خطتها للسلام المتعثرة.
ويقول المحلل السياسي عبد الناصر النجار، إن "الشعب الفلسطيني يستعد لأسبوع حار جدا، وهو بين خيارين لا ثالث لهما، إما المواجهة أو الاستكانة إلا أن الثاني لا وجود له بعد قرار مواجهة المشروع الأمريكي الهادف إلى تصفية القضية الفلسطينية".
ويضيف، أن "الشعب الفلسطيني بقواه السياسية والاقتصادية موحد ضد المؤامرة الأمريكية، ولأول مرة منذ أعوام لم نر أثراً للانقسام في قرار المواجهة".
وأكد "أن المسيرات رسالة واضحة لكافة الأطراف مفادها أنه لا حل دون موافقة الفلسطينيين وأن القرار الفلسطيني يملكه الشعب ولا أحد غيره".