محللون: الظروف مواتية لاندلاع انتفاضة جديدة

نبض البلد -

في ظل الإصرار على إفشال "صفقة القرن" بكافة السبل

نبض البلد - وكالات

في موقف موحد غير مسبوق منذ عدة سنوات يعود للانقسام الفلسطيني المتواصل، دعت كل من حركتي حماس وفتح وباقي الفصائل الفلسطينية والسلطة الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة، الشارع الفلسطيني إلى لالتزام بالإضراب العام، وتفعيل أدوات الاشتباك على نقاط التماس مع الاحتلال، تزامنا مع انطلاق أعمال ورشة المنامة يومي 25 و26 الجاري.

وتأتي هذه الدعوات في ظل المقاطعة الفلسطينية الرسمية لورشة المنامة، بما في ذلك القطاع الخاص الذي رفض المشاركة في هذه الورشة، التي تعتبر الشق الاقتصادي من خطة السلام الأمريكية المعروفة بصفقة القرن.

ولم تكن هذه الدعوات منفصلة عن الوضع السياسي الذي تعيشه "حماس" و"فتح"، ففي ظل الرفض الفلسطيني للمشروع الأمريكي للسلام، وتجاوز الدول العربية للموقف الفلسطيني برفض أي محاولات للتطبيع، واستعدادها لتمويل خطة السلام الأمريكية، يرى مراقبون أن مثل هذه الظروف قد تكون مواتية لاندلاع انتفاضة جديدة، خصوصا في ظل الإصرار الفلسطيني على إفشال صفقة القرن بكافة السبل الممكنة.

ويشير رئيس التحرير السابق لصحيفة فلسطين من غزة إياد القرا، أن "كل الدلائل والوقائع على الأرض مواتية لانطلاق شرارة انتفاضة جديدة، منها العزلة السياسية التي تواجهها كل من حماس وفتح، يضاف لذلك الحصار الاقتصادي والمالي المدعوم إقليميا من الدول المشاركة في ورشة المنامة، الذي اقترن مؤخرا بتطبيع متعدد الأشكال مع الاحتلال، إضافة للتغول الإسرائيلي في استباحة المحرمات من جرائم القتل والاعتقال دون أدنى احترام للقانون الإنساني".

وأضاف القرا، "هنالك تباين بين بيئتي الضفة والقطاع، فالأخيرة في حالة اشتباك دائم مع الاحتلال منذ انطلاق مسيرات العودة قبل أكثر من عام، وهي أحد أشكال الانتفاضة والتمرد للسياسة الإسرائيلية تجاه القطاع، مع الإشارة إلى أن من أهداف مسيرات العودة كان إسقاط صفقة القرن، وهو هدف ما زال قائما لدى منظميها".

وتابع: "أما بيئة الضفة التي تسيطر عليها فتح، فهنالك تردد في حسم المواجهة مع الاحتلال، فمن جهة تهدد السلطة باتخاذ خطوات كوقف التنسيق الأمني وسحب الاعتراف والانفكاك الاقتصادي، إلا أن أيا من هذه التهديدات لم ينفذ بعد، وهوما يبقي فرضية أن السلطة معنية بالمناورة السياسية دون إحداث تغيير حقيقي على الأرض".

في حين توقع الكاتب والمحلل السياسي ساري عرابي، أن "تشهد الضفةموجة احتجاجات مؤقتة تستمر من أيام لعدة أسابيع، كالتي حدثت في فترة مصادقة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على قرار الاعتراف بالقدس عاصمة لـ"إسرائيل" أواخر العام 2017"."

ويرى، أن "نجاح أي حركة ثورية أو احتجاجية يحتاج إلى وحدة موقف كشرط لاستمرارها ونجاحها، ولكن الحالة الفلسطينية الراهنة بوجود الانقسام السياسي والجغرافي بين الضفة وغزة، وغياب أرضية للعمل التنظيمي للفصائل كحماس والجهاد الإسلامي والجبهة الشعبية، سيكون سببا في فشل أي هبة شعبية أو جماهيرية ضد صفقة القرن".

ولفت، إلى أن "الدعوة للإضراب العام هو تعبير رمزي لرفض أو معارضة أي خطة يمليها الطرف الأخر، أما الانتفاضة فهي حالة ثورية تحتاج إلى عوامل لإنجاحها، ليس أقلها وجود تناغم في مواقف القيادة مع الشارع".