زاوية سناء فارس شرعان
كان لا بد من زيادة التعاون بين العراق وتركيا خاصة في مجالي الطاقة والأمن في ضوء ما يمر به البلدان ومنطقة الشرق الاوسط من جهود محاربة الارهاب مهما كان مصدره واحتمالات تقليل كميات البترول التي تضخها المنطقة لا سيما في ضوء زيادة العلاقات الامريكية على ايران وتخفيض صادراتها البترولية.
خلال الزيارة التي قام بها الرئيس التركي رجب طيب اردوغان على رأس وفد كبير سياسي واقتصادي وعسكري ثم التركيز على التعاون في المجال الامني خاصة وان التنظيم الارهابي داعش خسر معركته ولم يخسر الحرب حيث انتقل خليفة داعش ابو بكر البغدادي واركانه من سوريا والعراق الى ليبيا حيث يمارس سلطته من ليبيا ومن منطقة طرابلس … وقد شهد انتقال البغدادي الى ليبيا قولا في المعارك الدائرة هناك بين قوات حفتر وحكومة الوفاق الوطني التي يعترف بها العالم لصالح حكومة الوفاق الامر الذي يشير الى الدور الذي يلعبه تنظيم داعش بقيادة البغدادي في المعارك ضد حفتر المدعومة من السعودية والامارات ومصر.
ابرز ما توصل اليه الجانبان العراقي خلال زيارة اردوغان للعراق ضرورة تطوير الاتفاق الاولي الذي ايده الطرفان وعدم اقتصاره على محاربة الارهاب وانما شموله للامن بكافة مجالاته ومناحيه بما في ذلك التعاون في مجال الطاقة وتزويد تركيا باحتياجاتها من التبرول العراقي بعد ان كانت تستورد ثلث احتياجاتها البترولية من ايران.
الا ان العقوبات الامريكية على ايران منعت تركيا من التزود مت البترول الايراني بعد انتهاء مدة الـ ٦ اشهر التي سمحت بها الادارة الامريكية لثماني دول بينها تركيا لتتزود بالنفط الايراني ما هيأ الفرصة لعودة التعاون التركي العراقي في مجال الطاقة واستيراد التبرول من العراق بدلا من ايران التي تخضع لعقوبات امريكية قاسية.
وانطلاقا من هذه الحقيقة تم الاتفاق بين تركيا والعراق على اعادة العمل بخط الانابيب التركي عبر كردستان وصولا الى ميناء جيهان الامر الذي يسهل تزويد تركيا بالتبرول العراقي من جهة اخرى.
الاتفاقالتركي العراقي من شأنه اعادة التعاون بين البلدين الى سابق عهده كما كان قبل اقامة الدول الاسلامية العابرة للحدود في كل من العراق وسوريا وابعاد العراق عن ايران التي قد تستخدم موارده لتمكنه من مقاومة الحصار الذي تفرضه امريكا على ايران خاصة في المجال العسكري والاقتصادي وتحديدا لمنع ايران من تصدير نفطها الى مختلف دول العالم.
هذاي الاتفاق يأتي في خضم التصعيد الايراني الامريكي وتحديدا امريكا لاعادة تصديرها الى العراق في هذه الظروف التي قد تشهد صداما عسكريا امريكيا ايرانيا بالاضافة الى طلب امريكا من موظفيها في سفارتها وقنصليتها في العراق وجنودها بالعودة الى الولايات المتحدة ومغادرة العراق في ضوء المخاطر التي تشهدها واشنطن وايران وحلفاؤها من جهة اخرى بمن في ذلك الميليشيات الشيعية التابعة لايران او العراقية او اليمنية او اللبنانية…!!!