عصام الغزاوي
في مكة المكرمة وفي جميع المحافل الدولية والاقليمية يقف الاردن في مقدمة المدافعين عن القضية الفلسطينية ، والملحمة التاريخية التي يقودها الملك عبد الله الثاني اليوم هي استمرار لدور الهاشميين التاريخي في الدفاع عن فلسطين والمقدسات الاسلامية وحق الفلسطينيين في اقامة دولتهم المستقلة القابلة للحياة وعاصمتها القدس الشريف ، الثائر الشريف الحسين بن علي ضحى بعرشه وملكه على ان لا يتخلى عن فلسطين والقدس ونُفي الى قبرص رافضاً التنازل عن ذرة من ترابها وما زال ضريحه الطاهر مسجّى في باحة الأقصى يستنهض الهمم لتحريره، والملك عبد الله الاول استشهد على عتبات الاقصى بعد رفض جلالته وبإصرار الإذعان لقرار تدويل المدينة المقدسة قائلاً "فيها لحد أبي وفيها قومي وأولى القبلتين وثالث الحرمين"، وأمر قائد جيشه بان يحرك كل ما لديه من قوة باسرع وقت لنجدة القدس، بكلمته المشهورة "حضرة الجنرال لا انا ولا أي عربي سواء اكان مسلما او مسيحيا يستطيع ان يرى اهل القدس يُقتلون ويُشردون ولا يؤدي واجبه تجاه نجدتهم"، وظل الملك الحسين طوال حياته يؤكد أن القدس ليست موضوع مساومة بين الأردن وإسرائيل، لأن القدس جزء من الأرض العربية المحتلة، وعلى إسرائيل أن تنسحب منها، وبغير هذا لن يقوم السلام، فالقدس كانت بالنسبة للحسين مفتاح السلام ورمزه، مواقف تاريخية لا تدع مجالا للشك على عمق علاقة الهاشميين الدينية والتاريخية المتجذّرة والمتوارثة مع الأقصى المبارك وفلسطين.