نبض البلد -
زاوية سناء فارس شرعان
في خضم التصعيد وزيادة التوتر بين طهران وواشنطن وحلفائها من دول الخليج العربي ما يهدد باندلاع حرب جديدة بين طرفي الصراع تفاجئ ايران العالم باقتراح مبادرة جديدة لنزع فتيل اي حرب جديدة بين ايران ودول الخليج العربية وفي مقدمتها السعودية والامارات اللتان تناصبان ايران العداء باعتبارها تعمل على زعزعة الاوضاع في الشرق الاوسط وخاصة في منطقة الخليج العربي وتدعيم عصابات الحوثيين بالسلاح والمال والخبرات. ايران اعلنت عن هذه المبادرة بواسطة وزير خارجيتها محمد جواد ظريف خلال زيارته للعراق الذي اعلن بدوره عن مبادرة للوساطة بين طهران وواشنطن لخفض التوتر بينهما اثر زيادة حدة العقوبات التي تفرضها واشنطن على ايران في ظهور جهود واشنطن لمنع ايران من تصدير بترولها وحرمانها من الموارد المالية اللازمة لتجاوز الازمة الاقتصادية التي تمر بها والتي اثرت على على مستوى معيشتها وقدرتها على الوفاء بالتزاماتها المالية … العراق بدوره رحب بالمبادرة الايرانية التي تهدف الى ابرام اتفاقيات جديدة بين طهران ودول الخليج العربي تتضمن عدم الاعتداء بين الجانبين وتطوير وتحسين العلاقات وزيادة الثقة بين الجانبين … من الواضح ان ايران لا تثق بدول الخليج لا سيما السعودية والامارات موضحا ظروف هذه المبادرة لتجنيب المنطقة حربا جديدة ووقوع عدوان امريكي اسرائيلي جديد على ايران في حال استمرار التغيير بين الجانبين في عدم تدفق البوارج الامريكية في مياه الخليج والبحر الاحمر وما يشكله من مخاطر على ايران. وتعتقد طهران ان ابرام معاهدات عدم اعتداء مع دول الخليج العربي من شأنه استبعاد اي توتر معها ووقف اي تصعيد ناجم عن حرب اليمن حيث تدعم السعودية والامارات الشرعية في اليمن فيما تدعم ايران عصابات الحوثيين الارهابي التي تدعمها ايران ومدها بكافة اشكال الدعم والمساعدة المالية والعسكرية والاستراتيجية .. كما يرى قادة ايران ان ابرام معاهدة عدم اعتداء مع دول الخليج من شأنه تخفيض التصعيد بين ايران وواشنطن التي تدعي ان طهران تهدد دول الخليج وامنها واستقرارها لا سيما من خلال استمرار الحرب في اليمن علاوة على سياستها التي من شأنها زعزعة الامن والاستقرار في المنطقة والعالم وتأمل ايران في حالة موافقة الدول الخليجية على ابرام معاهدة عدم اعتداء مع ايران والتصعيد الحالي سيتوقف او ينخفض على اقل تقدير من خلال عدم تحريض هذه الدول للولايات المتحدة على سياسة ايران التي تصفها بانها اكبر دولة راعية للارهاب وتعمل على زعزعة امن الشرق الاوسط بما في ذلك اسرائيل التي من شأن الصواريخ الايرانية في سوريا ولبنان تهديد امنها ووجودها. المبادرة الايرانية الجديدة قطعت نصف الطريق لخفض التوتر مع الولايات المتحدة التي تفرض كل يوم عقوبات جديدة على ايران من شأنها انهاك اقتصادها صولا للانهيار الا ان نجاح هذه المبادرة وخاصة موافقة دول الخليج وبالتالي موافقة الولايات المتحدة التي تعتبر نفسها حامية لهذه الدول وموافقة منها ضد اي عدوان ايراني محتمل ووشيك لان عدم موافقة الادارة الامريكية على هذه المبادرة من شأنه عدم موافقة الدول الخليجية عليها تلقائيا … !!!