القاهرة-وكالات
أكدت مصادر مطلعة، أن المسؤولين المصريين ذوي العلاقة بالملف الفلسطيني، وعلى رأسهم جهاز المخابرات العامة، يبذلون منذ عدة أيام مضت جهوداً مكثفة من أجل بلورة صيغة وخطة مقبولة على جميع الأطراف الوطنية؛ لإحداث اختراق في ملف المصالحة الفلسطينية الداخلية، وصولاً إلى تنفيذها على أرض الواقع.
وأضاف المصدر، الذي فضّل عدم ذكر اسمه صحيفة "الأيام" المحلية: إن المصريين في حالة تواصل دائم منذ فترة مع الفصائل الرئيسية في غزة لاستطلاع مواقفها؛ تحضيراً لجولة مكثفة ومصيرية سيقوم بها الوفد الأمني المصري لقطاع غزة بعد عيد الفطر القادم. وسيكون هدفها استئناف جهود إتمام واستكمال المصالحة الفلسطينية التي تجمدت وتراجعت منذ 14 شهراً؛ في أعقاب استهداف موكب رئيس الوزراء السابق رامي الحمد الله ورئيس جهاز المخابرات العامة ماجد فرج بالعبوات الناسفة بعد دقيقة واحدة من عبورهم قطاع غزة عبر معبر بيت حانون "إيرز" شمال غزة.
ووصف المسؤول ذاته، والذي يتبوأ منصباً رفيعاً في أحد الفصائل الرئيسية في غزة، الجهود المصرية في هذه المرة بالمهمة جداً والجدية و" قد تسفر عن تحقيق غاياتها وأهدافها، سيما أن الجميع بات يدرك المخاطر الكامنة التي تعترض القضية الفلسطينية مع جدية الإدارة الأميركية في تنفيذ صفقة القرن التي تهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية".
وأشار إلى أن مسؤولي جهاز المخابرات المصرية يتواصلون باستمرار مع مسؤولي الفصائل بغزة ويطلبون من كل فصيل على حدة تصوراً معيناً لتطبيق اتفاقيات المصالحة.
وفي سياق آخر، عبّر عن رضا الفصائل النسبي عن تنفيذ إسرائيل لبنود "تفاهمات التهدئة" التي نجح المصريون في استئناف تنفيذها قبل عشرين يوماً.
وقال: إن الاحتلال نفذ أجزاءً وبنوداً مهمة من "التفاهمات" وأبرزها إدخال الأموال القطرية والسماح بإدخال المحروقات وخزانات الوقود لمحطة الكهرباء الوحيدة في القطاع، بالإضافة إلى سماحه بتصدير المزيد من السلع والبضائع التي كانت ممنوعة إلى أسواق الضفة الغربية وإسرائيل والخارج، وكذلك سماحه باستيراد سلع كانت ممنوعة، ومنها إدخال الأدوية والمستلزمات الطبية، فضلاً عن زيادته الملحوظة لأعداد التصاريح الممنوحة للتجار والتي وصلت إلى نحو 4000 تصريح من أصل 5000 وعد بها.
وحول استمرار إطلاق البالونات الحارقة والتي أدت إلى اشتعال حرائق عدة في محيط بلدات غلاف غزة خلال الأيام الأخيرة، أشار المسؤول ذاته إلى أن النشطاء يرون في موجة الحر الحالية فرصة للتنغيص على الاحتلال وجنوده رداً على استمرارهم في إطلاق النار واستهداف المتظاهرين والمزارعين على طول الحدود وإطلاقهم المتكرر للنار على الصيادين.
ولا يتوقع أن يتوقف هؤلاء النشطاء عن إطلاق البالونات الحارقة خلال الفترة القادمة، خصوصاً مع إدراكهم ضعف موقف رئيس الوزراء الإسرائيلي المكلف بنيامين نتنياهو وعدم رغبته في الدخول في حرب على جبهة غزة لانشغاله في الجبهة الشمالية وإيران.