زاوية سناء فارس شرعان
اتفاق الضميرات الذي ابرم بين الفصائل الليبية المختلفة في المغرب بعد جهود عربية ودولية لوقف الاتفاق بين هذه الفصائل والحيلولة دون التدخل الاجنبي ووضع حد للاقتتال بين العديد من الدول الاوروبية وخاصة دول جنوب افريقيا بغية السيطرة على البترول ومنع الهجرة من دول افريقيا الى القارة الاوروبية.
ورغم ان اتفاق الصخيرات لم يوقف الاقتتال وسفك الدماء في ليبيا الا انه وضع الاساس لانهاء الحرب الاهلية وحقن دماء الليبين وفي ضوئه بدأت المسيرة السلمية للبلاد باشراف الامم المتحدة التي عينت الوزير اللبناني الاسبق غسان سلامه مبعوثا دوليا الى ليبيا لتنفيذ عملية السلام على ضوء اتفاق الصخيرات.
بعد اعوام من هذا الاتفاق طالب ٤٤ نائبا من برلمان طبرق في شرق البلاد بالانسحاب من هذا الاتفاق وترك الساحة مفتوحة للعمليات العسكرية لمختلف الاطراف وكافة الفصائل العسكرية لمواصلة نزيف الدم الليبي واتاحة الفرصة لخليفة حفتر لاحتلال طرابلس بدعوى مكافحة الارهاب واخضاع الفصائل والميليشيات العسكرية لسلطة واحدة ووضع حد للارهاب في ليبيا المطالبة بالانسحاب من اتفاق الصخيرات تأتي في فشل حفتر حتى الان في السيطرة على طرابلس وضع حد للعمليات الارهابية في غرب ووسط البلاد وبعد الوعود التي تلقاها حفتر من مصر والامارات بدعمه عسكريا لتوحيد ليبيا …
الاهم في هذه الخطوة تأتي بعد الدعم الذي تلقته حكومة الوفاق الوطني برئاسة فايز السراج من العديد من الدول مثل ايطاليا وفرنسا والمانيا باعتبارها الحكومة الشرعية المعترف بها دوليا اثر جولة قام بها السراج في هذه الدول التي وعدت بدعم الحكومة الشرعية وتذليل العقبات التي تعترض طريقها سيما وان حكومة الوفاق الوطني اتخذت زمام المبادرة في بسط سلطتها على البلاد ووضع حد للميليشيات والفصائل العسكرية والعصابات الارهابية سيما وان تنظيم داعش الارهابي بدأ في السيطرة على بعض حقول النفط في المنطقة الجنوبية من البلاد.
المجتمع الدولي يفرض حظرا على تسليح الجيش الليبي الا ان حفتر يتلقى السلاح من دولة الامارات ومصر في مخالفته لقرار مجلس الامن الدولي بهذا التصرف فيما تتلقى حكومة الوفاق الوطني المعترف بها دوليا برئاسة فايز السراج دعما عسكريا من دول اخرى بينها تركيا في غياب الرقابة الدولية على السلاح والفوضى الامنية التي تشهدها ليبيا وعدم اتاحة الفرصة لتمكين حكومة السراج المعترف بها دوليا من بسط سيطرتها على البلاد..
العملية العسكرية التي قادها حفتر بغزو طرابلس تحت عنوان مكافحة الارهاب وتحقيق الامن والاستقرار خاصة دون عقد ندوة وطنية في غدامس على الحدود الليبية التونسية الجزائرية بمشاركة كافة اطراف النزاع في ليبيا وباشراف المبعوث الدولي غسان سلامه للاتفاق على الخطوط العريضة لحل المسألة الليبية بما في ذلك اجراء انتخابات رئاسية بدلا من الفوضى في البلاد … الا ان حكومة السراج قد تؤدي الى استئناف العملية السياسية باشراف الامم المتحدة بحيث تشهد قيام ليبيا كدولة واحدة خالية من الارهاب في الداخل وبعيدة عن التنافس الاستعماري في الخارج … !!!