عصام الغزاوي
مخطئ كل من يعتقد ان الموضوع ينحصر في قضية اعتداء على طبيبة، للأسف قلة من تطرقوا لأساس المشكلة وهو "العنف" الذي اصبح يحكم تصرفاتنا، وإلا بماذا تفسرون طعن شقيق شقيقيه ليلة امس، وقتل شخصين في البقعة لأجل صندوق بندورة ، وقتل ابن العم وابن الخال وابن الجيران، الموضوع أكبر من تكرار تعرض الأطباء للضرب، كم معلما ومدير وطالب مدرسة، وكم رجل امن وموظف ومشجع لنادي رياضي وسائق وعامل تعرضوا للضرب خلال الأشهر الماضية، كم مشاجرة جماعية حصلت في الجامعات وفي المدرجات والاسواق ؟ حتى في شهر رمضان المبارك الذي من المفروض ان يكون شهر التسامح والرحمة والمحبة لم يتوقف العنف، لأننا نعيش مرحلة تأزيم ضربت كل الاعراف والتقاليد والقانون بعرض الحائط للحصول على حقوق او مصالح شخصية، وبدأت الظاهرة تتنامى بصورة لم يسبق لها مثيل في الاردن، واصبح كل اردني وحيثما كان معرضا للاعتداء عليه، ان الاعتراف بالمشكلة هو نصف الحل ويليه البحث في الاسباب لايجاد الحلول، الفزعة والجاهات لا تكفي لمواجهة هذه الآفة الخطيرة التي في حال استفحالها ستعني تراجع سلطة القانون وانهيار هيبة الدولة وتعكير السلم المجتمعي، تحقيق العدالة الإجتماعية وتشديد عقوبة اللجوء للعنف بكافة أشكاله، قد تكون الخطوة الاولى في معالجة الظاهرة، اصبح للجميع مصلحة أساسية الوقوف بوجه هذه الظاهرة المقلقة والتي سيؤدي انتشارها الى تشويه الوجه المشرق لمجتمعنا .