نبض البلد - وكالات
منذ ساعات الفجر الأولى، حزم إبراهيم ناجي (43 عاما) أمتعته، وتوجّه بلهفة لأداء صلاة الجمعة الثانية من رمضان في المسجد الأقصى.
وطوال أيام السنة، يمنع ناجي من الوصول لمدينة القدس المحتلة ، كونه يقطن مدينة جنين.
وتسمح إسرائيل، خلال رمضان فقط، للرجال من سكان الضفة، بأداء صلاة الجمعة، في الأقصى، إذا كانت أعمارهم أكبر من 40 عاما.
كما تسمح للأطفال دون سن الـ16 عاما، والنساء من كافة الأعمار بدخول المدينة للصلاة.
أما البالغين، ومن هو دون الـ 40، فلا يسمح لهم بالدخول، إلا بتصاريح خاصة، يصعب الحصول عليها.
وتقتصر التسهيلات الخاصة بالصلاة بالأقصى، على أيام الجمعْ، والعشر الأواخر من رمضان.
وتسعى إسرائيل منذ احتلالها للقدس، عام 1967 إلى فصلها عن الضفة الغربية، وتحويلها إلى عاصمة لها، في خطوة لا يعترف بها المجتمع الدولي.
ويقول ناجي، بينما كان يهمّ بقطع حاجز قلنديا العسكري الفاصل بين رام الله والقدس: رمضان فرصة لمرة واحدة في السنة، يسمح لنا بدخول المدينة دون الحاجة لتصاريح كون أعمارنا أكبر من 40.
وتابع: إسرائيل تدّعي إنها تمنح الفلسطينيين تسهيلات لدخول المدينة، أي تسهيلات؟ هذا حق نمنع منه بقوة السلاح (..) من هم دون الـ 40 من الرجال يمنعون من دخول المدينة وأداء الصلاة .
ويصطحب ناجي نجله أيمن، 11 عاما، لأداء الصلاة. لكنه يضيف بألم وسخرية: بعد خمس سنوات سيُمنع ابني هذا من دخول المدينة، عليه أن ينتظر حتى يصبح في الـ 40.
وتشهد الحواجز العسكرية الفاصل بين القدس ومدن الضفة، أيام الجمعْ من رمضان حركة نشطة منذ ساعات الفجر.
ويقول سلامة مصطفى (45 عاما) من سكان طولكرم شمالي الضفة، إنه يستغل رمضان، لأداء صلاة الجمعة في الأقصى. رمضان فرصة لا تتكرر، إسرائيل تمنعنا من دخول المدنية بقية أيام السنة .
وبيّن أنه يعتكف خلال الأيام العشر الأواخر من رمضان، في الأقصى.
وقال: بالرغم من الإجراءات الإسرائيلية، وتهويدها للمدينة، فالمدينة عربية إسلامية، ولن نقبل التخلي عنها.
ويتمسك الفلسطينيون بحقهم في مدينة القدس، ويريدونها عاصمة لدولتهم المستقلة في حال قيامها، وهو ما ترفضه إسرائيل.
ورغم القرار الإسرائيلي بالسماح لمن هم فوق الـ 40 عاما، بالدخول للقدس، بدون تصاريح، إلا أن الشرطة تمنع الكثيرين منهم من الوصول للمدينة، بدعوى الرفض الأمني .
وتستخدم إسرائيل هذا المصطلح الرفض الأمني لمنع الفلسطينيين الذين ينشغلون بالسياسة، أو المنتمين للفصائل الفلسطينية، من دخول القدس.
ورغم الإجراءات الأمنية المشددة، إلا أن الكثير من الفلسطينيين، الممنوعين من دخول القدس، يجدون طرقا للتسلل للمدينة بغرض الصلاة في المسجد.حيث يتسلق عشرات الشبان جدار الفصل بالقرب من بلدة الرام شمالي القدس، عبر سلالم خشبية.
وتمنع إسرائيل الغالبية العظمى من سكان قطاع غزة، البالغ عددهم نحو مليوني نسمة، من أداء الصلاة بالأقصى في رمضان.وتسمح لمئات فقط، ممن تزيد أعمارهم عن الـ50 عاما من زيارة القدس، شريطة حصولهم على تصاريح خاصة.