سامر نايف عبد الدايم
أعمال الجمعيات الخيرية في مختلف محافظات المملكة تظهر بشكل كبير ولافت في رمضان ، وبعضها يتراجع أعمالها في الأشهر الأخرى، وإن قلنا إن بعض الجمعيات لا تفتح أبوابها ، أو تسمع عنها إلا مع إطلالة شهر رمضان المبارك كل عام !!
على الرغم من الأعداد الهائلة من الجمعيات الخيرية التي لا تظهر إلا في شهر رمضان إلا أن القليل منها تظل تقدم أعمالها الخيرية والإنسانية طوال العام بينما الغالبية تختفي بمجرد انتهاء شهر رمضان وتدخل فترة سبات لا تفيق منه إلا في شهر رمضان القادم وهكذا .. وما يعيب على بعض الجمعيات أنها تستهدف في أعمالها أناساً محددين وبناءً على معايير شخصية (محسوبية) بل ونجد بعض الجهات المانحة تقدم الدعم لمثل هذه الجمعيات دون رقيب أو حسيب ؟!
ونجد أيضاً بعض الشركات الداعمة لديها اسماء الجمعيات الكبرى التي تحظى بدعمها باستمرار وذلك بسبب الشخصية التي تترأس الجمعية .. ولا يهم ماذا تقدم الجمعية من مشاريع او برامج تخدم المجتمع المحلي وهذه يجب أن تشطب من الخارطة وأن يكون العمل الخيري نقياً طاهراً لوجه الله تعالى وابتغاء مرضاته ولأن الضحية ستكون الجمعيات الصغيرة التي تعمل بجهد وتحرص على تقديم خدماتها لأفراد المجتمع بما توفر لها من إمكانيات متواضعة ..
لدينا في الاردن العديد من الجمعيات في مختلف التخصصات إلا أن معظمها لا يشكل أي حضور إلا في مواسم معينة، وبرزت ظاهرة تتمثل في موسمية العمل الخيري خلال شهر رمضان المبارك الذي تستغله العديد من الجمعيات الخيرية للحصول على المنح والمساعدات وجمع التبرعات بأشكالها المختلفة من كل حدب وصوب وتجد هذه الجمعيات اقبالاً من المحسنين المقتدرين، وبنظرة بسيطة للتقرير السنوي لإحدى هذه الجمعيات سنرى أنها تملك الملايين لكن أين تذهب هذه الأرصدة؟ ولماذا لا نرى لها نتيجة في التقليل من الفقر!!
الكثير من الجمعيات نرى مشاريعها الخيرية منتشرة في كل مكان وعطاءها ملموساً وعددها لا يتجاوز أصابع اليد الواحدة، أما البقية وللأسف يبدو أن لها أغراضاً غير خيرية أو أنها لم تستطع أن تكبر وتظل متواجدة طوال العام، وهذا الأمر يرجع إلى وزارة الشئون الاجتماعية فيجب أن يكون هناك تقييم للجمعيات العاملة وغير العاملة وأن يطبق القانون على الجمعيات المتسولة لحسابها الخاص وما أكثرها!!!..