أ.د.محمد طالب عبيدات
سواء في شهر الخير والتوبة والرحمة والمغفرة والعتق من النار أو غيره علينا أن نرحم فئة المستضعفين والذين لا حول ولا قوة لهم بالممانعة وخصوصاً في حال ضعفهم ، وهم تحديداً المرضى والموتى والفقراء والمساكين واﻷيتام ، وذلك من خلال عدم إظهار صورهم من على صفحات التواصل الاجتماعي:
1.أتفهم أن يظهر الناس صورهم الشخصية أو مناسباتهم الاجتماعية على صفحات التواصل اﻹجتماعي ، لكني لا أقبل وأنتم والجميع إظهار صور الموتى والمرضى وإبتزاز الفقراء واﻹستعراض بهم.
2. ظاهرة انتشار صور المرضى والاستعراض بهم في غرفهم بالمستشفيات قبل وإبان وبعد العمليات باتت مقززة ، لدرجة أن بعضهم أي المرضى يتعمد ﻷخذ سلفي له وهو على سرير الشفاء ويطلب دعوات الناس ليحسب عدد الإعجابات والملاحظات التي سيحصل عليها.
3. البعض يظهر صور الموتي سواء عند موتهم أو دفنهم أو حالة حدوث وفاتهم، وأجزم بأن ذلك لا يراعي البتة أدنى أدبيات إحترام الكرامة اﻹنسانية وخصوصيات الناس.
4. البعض يتباهى بصور موائد اﻹفطار بتصويرها قبل دخولها لمعدتهم ، ويتناسون مع اﻷسف أن كثيرا من المحرومين يتمنون ويشتهون ما أظهروه من موائد ولكنهم لا يتمكنون من شراءها.
5. البعض يتعمد أن يرعى أعمال الخير كموائد اﻹفطار او غيرها للأيتام والفقراء ﻹظهار صورهم وهم يفعلون الخير، متناسياً أن الخير يفعله الناس دون ضجيج أو شوفية أو استعراض ليكون في ميزان حسناتهم.
6. كثير من مستخدمي وسائل التواصل اﻹجتماعي باتوا يصوّرون كل شيء وكل حركة وكل حدث ويضعونها على مواقعهم ، بالطبع هذا جل خطير حيث اﻵخرين يرصدون حركاتنا وهذا يؤثر على اﻷمن المجتمعي.
7. أعتقد أن إظهار الصور ليس هدفها أكثر من استعراضات ومهاترات وشوفيات، والمطلوب الرحمة بالمستضعفين وبنا نحن المتابعين للفيس بوك وغيره.
بصراحة: كثيرون لم يفهموا بعد مقاصد وأهداف وسائل التواصل اﻹجتماعي، فهي ليست لصور المرضى واﻷموات وموائد اﻹفطار وصور اﻹستعراضات بقدر ما هي لتجسير الهوة والتشبيك في التواصل اﻹجتماعي والحوار بين الناس، والمطلوب من مستخدمي التواصل اﻹجتماعي أن يرحموا ذهنيتنا وأن يرحموا إنسانية المرضى واﻷموات واﻷيتام والمحتاجين على السواء.