طرابلس-وكالات
"هاجس الحرب العالمية"، عنوان مقال يوري فوروتنيكوف وألكسندر شيبيلوف، في "إكسبرت أونلاين"، حول تعقيدات الوضع الليبي والتدخلات الأجنبية فيه.
وجاء في المقال: ليبيا، التي كانت تعد ذات يوم مزدهرة، أصبحت الآن منطقة عدم استقرار تهدد دول البحر المتوسط كلها. لا تزال البلاد بؤرة صدام بين وجهتي نظر متعارضتين بشأن نظام القذافي الذي استمر 40 عاما. بالنسبة لأنصاره، فإن فوضى الأحداث الليبية الحالية نجمت عن الإطاحة بالعقيد وتدخل القوى الخارجية، فيما ينظر معارضو نظام القذافي إلى أحداث ما بعد 17 فبراير 2011 بتفاؤل حذر، تتضاءل أسبابه في الآونة الأخيرة.
خلال الشهر الماضي، تحولت البلاد مرة أخرى إلى ساحة مواجهة شديدة العنف بين المراكز الداخلية التي تعتمد على مختلف الرعاة الخارجيين، فالجيش الوطني الليبي وقائده خليفة حفتر يحظيان بالدعم للاستيلاء على طرابلس والحصول على أقصى قدر من السيطرة على أراضي البلاد من قبل شركاء المشير الخارجيين، وخاصة فرنسا ومصر والإمارات العربية المتحدة. فيما يواجه معارضو حفتر وحكومة فايز سراج، المدعوم من المجلس الأعلى للدولة بقيادة خالد مشري ممثل جماعة الإخوان المسلمين الليبية، صعوبات أكبر إلى حد ما في حشد الدعم الأجنبي والداخلي.
إلى ذلك، فلا تزال حكومة الوفاق الوطني تتمتع بدعم إيطاليا والجزائر وتركيا وقطر، فيما الولايات المتحدة والمملكة المتحدة باتتا أكثر تحفظا حيال نظام طرابلس.
فللقيادة الأمريكية مصلحة في حل المشكلات المتعلقة بتوفير موارد الطاقة الليبية للسوق الخارجية، الأمر الذي قد تعوقه المواجهة المستمرة حول طرابلس. إلا أن الإدارة الجمهورية لا تنوي الخلاف حول ذلك مع حلفائها في الخليج الداعمين لحفتر.
كما يستخدم حفتر بنشاط مساعدة مصر والإمارات العربية المتحدة وفرنسا والمملكة العربية السعودية، ولديه اتصالات دبلوماسية مع موسكو. وهكذا، فالمصالح المتعارضة في ليبيا بين هذا العدد الكبير من القوى المؤثرة في المنطقة يؤجل إلى حد كبير آفاق التسوية في البلاد.
لذلك، فعلى الرغم من الموقف المواتي لحفتر لحسم الصراع، فإنه سيحتاج إلى إبرام اتفاقات سياسية مع خصومه المتعددين داخل البلاد، وسترتبط قوة مواقفه التفاوضية بدرجة سيطرته على طرابلس. وإلا، ستظل البلاد منطقة عدم استقرار تهدد جميع جيرانها في المنطقة..