القدس المحتلة - وكالات
قال كاتب إسرائيلي إن "تحذير رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي السابق من قرب انفجار الضفة الغربية يجب أن يؤخذ بالحسبان؛ لأنه يعني بكلمات أخرى إمكانية اندلاع انتفاضة جديدة، مع العلم أن السلطة الفلسطينية تدرك أن المنظومة الأمنية الإسرائيلية تعترف بضائقتها، وتقر بمخاطر انهيارها، لكن يديها مكبلتان".
وأضاف شلومي ألدار في مقاله على موقع يسرائيل بلاس، أن "ما كانت توقعات كبيرة جدا قبل أسابيع، تحولت في الأيام الأخيرة إلى أمر شبه مؤكد، وفي حال لم يتم اتخاذ خطوات مطلوبة عاجلة وجوهرية فإن مواجهة إسرائيلية عنيفة قادمة مع السلطة الفلسطينية لا مجال لمنعها، كما جاء مؤخرا على لسان الجنرال غادي آيزنكوت بعد أربعة أشهر من مغادرته موقع قيادة الجيش الإسرائيلي".
وأشار ألدار، الخبير الإسرائيلي في الشؤون الفلسطينية، مؤلف كتابي "غزة كالموت" و"اعرف حماس"، إلى أنه "في اللحظة التي يخرج منها الجني من الأنبوبة، فإنه سيستغرق على الأقل خمس سنوات حتى يعود إليها، لأن الوضع في الضفة الغربية حساس ومتوتر، سواء على خلفية تقليص الدعم الأمريكي للسلطة الفلسطينية، أو رفضها تلقي أموال الضرائب المستقطعة، ما جعلها تجد نفسها منذ شهور في أزمة اقتصادية خطيرة".
وشرح ألدار، الذي يغطي الأوضاع الفلسطينية منذ عشرين عاما، قائلا إن "موظفي السلطة، بمن فيهم رجال الأجهزة الأمنية، يتلقون في الآونة الأخيرة نصف مرتباتهم الشهرية، والكثير منهم عاجز عن توفير احتياجاته العائلية، وباتت الكثير من العائلات الفلسطينية أمام انهيار اقتصادي، والضغط والضائقة تزداد في كل زاوية بالضفة الغربية، لا سيما في شهر رمضان".
وأكد أن "ذلك يزيد من حالة الغضب الشعبي الفلسطيني تجاه إسرائيل، يحمل في ثناياه غضبا على السلطة ومن يقف على رأسها أبو مازن، التي انخفضت شعبيته في الشارع الفلسطيني لمستويات مهينة بصورة غير مسبوقة، ما يطرح علامات استفهام حول مدى قدرة السلطة على الصمود، ومنع الانهيار خلال زمن قصير، وهذه تقديرات الأمن الإسرائيلي الآخذة بالتقوي يوما بعد يوم".
وأوضح أن "إسرائيل لا تقدم أي حبة دواء لهذه الحالة المرضية، ولا تستمع لتحذيرات أجهزة الأمن من مغبة انهيار السلطة بسبب أزمتها الاقتصادية، بل سارعت لسن القوانين ضد السلطة، وكأنها تتجاهل كل هذه النداءات الخطيرة، ما يعني أن أي عود ثقاب كفيل بتفجر المنطقة، وإشعال الضفة، ما دفع الجيش لزيادة عدد قواته على الحواجز العسكرية، وحيازة المزيد من أدوات تفريق المظاهرات".
وأضاف أن "الشرطة الإسرائيلية منعت دخول اليهود للحرم القدسي في يوم القدس أوائل يونيو، خشية نشوب احتكاكات بين المسلمين واليهود، ما يترك آثارا خطيرة، حتى أن المسئولين الأمنيين الفلسطينيين يعتقدون أن إسرائيل معنية بنشوب مواجهة محدودة تكون سببا بإعلان السيادة على الضفة الغربية، تمهيدا للضم".