في الوقت الذي يحتفل فيه المسلمون حول العالم بشهر رمضان المبارك، والذي غالبا ما يتسم بالطبيعة الاحتفالية وبوجبات إفطاره، فإن أكثر من نصف عدد سكان قطاع غزة يعتمدون على المعونة الغذائية المقدمة من المجتمع الدولي. وما لم تؤمن "الأونروا" ما لا يقل عن 60 مليون دولار إضافية بحلول حزيران، "فإن مقدرتنا على مواصلة تقديم الغذاء لأكثر من مليون لاجئ من فلسطين في غزة، بمن في ذلك حوالي 620,000 يعانون من فقر مدقع، أي أولئك الذين لا يستطيعون تلبية احتياجاتهم الغذائية الأساسية والذين يتوجب عليهم العيش على أقل من 1,6 دولار في اليوم وحوالي 390,000 يعانون من فقر مطلق أولئك الذين يعيشون بأقل من 3,5 دولار في اليوم ستكون عرضة لتحديات كبيرة". ويتم تمويل "الأونروا" بالكامل تقريبا من خلال التبرعات الطوعية، ولم يواكب الدعم المالي النمو في الاحتياجات. ومن أقل من 80,000 لاجئ كانوا يتلقون المعونة الاجتماعية من الأونروا في غزة في العام 2000، هنالك اليوم أكثر من مليون بحاجة إلى معونة غذائية طارئة ولا يمكنهم بدونها أن يعيشوا يومهم ذلك. "إن هذا يشكل زيادة بحوالي عشرة أضعاف وسببها الحصار الذي أدى إلى إغلاق غزة والأثر الكارثي له على المجتمع المحلي، بالإضافة للنزاعات المتعاقبة التي دمرت أحياء بأكملها ودمرت البنية التحتية على الأرض، بالإضافة إلى الأزمة السياسة الفلسطينية الداخلية المستمرة التي بدأت في العام 2007 بوصول حماس إلى السلطة في غزة"، يقول ماتياس شمالي مدير عمليات الأونروا في غزة. وعلاوة على ذلك، فإن الوفاة المأساوية لما مجموعه 195 فلسطيني بمن فيهم 14 طالبا من مدارس الأونروا والإصابات الجسدية والنفسية طويلة الأمد التي تعرض لها 29,000 خلال المظاهرات التي استمرت سنة كاملة والتي عرفت باسم مسيرة العودة الكبرى تأتي في أعقاب ثلاثة نزاعات مدمرة في غزة منذ عام 2009 والتي تسببت بمقتل ما لا يقل عن 3790 شخص وإصابة أكثر من 17,000 بجراح. وتوقع تقرير صدر عن الأمم المتحدة عام 2017 بأن غزة ستصبح غير قابلة للعيش فيها بحلول عام 2020. واليوم، ومع معدل بطالة يبلغ 53% بين الغزيين وأكثر من مليون يعتمدون على معونات الأونروا الغذائية الفصلية، فإن العمل الإنساني الوقائي لوكالات الأمم المتحدة، بما في ذلك الأونروا، والتحويلات التي تأتي من الخارج هي التي منعت غزة من الوصول إلى حافة الانهيار التام. وفي وقت يتسم بعدم اليقين وبشكل كبير حيال مستقبل عملية السلام الفلسطينية الإسرائيلية، فإن الأونروا تعد واحدة من عناصر الاستقرار القليلة في بيئة غاية في التعقيد. ومن خلال مواصلة تقديم مهام ولايتها، تظل الوكالة شريان حياة هام في غزة، حيث تعد خدماتها في مجالات الصحة والتعليم ودفاعها عن الحقوق والكرامة أمورا لا غنى عنها لغالبية سكان القطاع البالغ عددهم 1,9 مليون شخص. والأكثر إلحاحا الآن هي المساعدة الغذائية التي تقدمها الوكالة لمواجهة انعدام الأمن الغذائي لأكثر من مليون شخص لاجئ من فلسطين.