غزة-وكالات
ساقه القدر أن يكون في غزة، عشية العدوان الإسرائيلي الأخير على القطاع، ليعيش في محيط الرعب، "لحظات لم يعهدها، ولم يسمع عنها، وستبقى خالدة في ذاكرته"، فطيلة 48 ساعة كانت صورايخ الاحتلال تنثر الموت في أزقة القطاع.
الإغاثي الكويتي عبد الرحمن الفيلكاوي، وصل إلى قطاع غزة، ضمن وفد "أميال من الابتسامات"، عشية العدوان على قطاع غزة (مساء الجمعة)، يعرب عن أسفه لما رآه من مجازر ارتكبها جيش الاحتلال بحق البشر والحجر والشجر، حيث استهد 27 فلسطينيا بينهم نساء وأطفال، وأصيب العشرات بجراح، وتم تدمير عشرات المنازل والمؤسسات والأبراج السكنية.
ويروي الفيلكاوي لـ "قدس برس" مشاهداته لوضع الفلسطينيين في قطاع غزة، وهم يتعرضون للعدوان الأخير، حيث عايش هذه اللحظات المأساوية بينهم، قائلا: "لعله كرم من الله سبحانه وتعالى أن نكون في غزة، وقت وقوع العدوان الأخير عليها، وأن نشاهد بأم أعيننا معاناتهم، لننقل الصورة مباشرة إلى أهلنا في الخارج، فلقد رأينا الشهداء يسقطون، والناس يهجرون من منازلهم".
وأضاف: " شعور مؤلم جدا، أن تكون بين يوم وليلة خارج بيتك في العراء، ليس لك مأوى ولا مسكن وملبس، وقد خرجت فقط بما يستر عورتك، في هذا الوقت العصيب، وفي هذا الشهر الكريم".
ويتابع: " شعور الرهبة والخوف، وأنت جالس وسط بيتك، يسقط عليك صاروخ، ولا تعلم متى سيصيبك صاروخ آخر، أو قذيفة من جراء هذا العدوان الصهيوني".
وأردف: "رأينا الرهبة والخوف في عيون الناس، وعايشنا آلام الجرحى، بعدما أصيبوا.. كنا قريبين منهم نكفكف عنهم دموعهم، نعزز صمودهم، وهذا أقل شيء ممكن أن نقدمه لهم".
ووجه الفيلكاوي رسالة إلى الشعب الكويتي بضرورة مواصلة دعم الشعب الفلسطيني لتعزيز صموده وثباته في هذا الوقت العصيب، وحثه على إخراج المساعدات العاجلة لأهل غزة بشتى الطرق لإيصالها في أسرع وقت ممكن.
وقال: "فوجئنا أن أدنى المستويات من العلاج مثل المسكنات، وهي رخيصة الثمن، ليست متوفرة بسبب قلة الدعم، ونفادها من قطاع غزة".
وأضاف: "رسالتنا إلى كل الشعوب من مؤسسات خيرية ومنظمات دولية، بالالتفات إلى الشعب الصامد في هذا القطاع المحاصر من 12 سنة، وإلى حالته الطبية والمريضة والإنسانية، التي باتت لا تلقى أدنى مستويات من العلاج".
وأشاد الإغاثي الكويتي بصمود وتكاتف الشعب الفلسطيني في صد العدوان الإسرائيلي بأقل الإمكانيات، قائلا: "لو أن هذا الحصار والعدوان تعرضت له دول عظمى، لانهارت من أول شهر، فكيف بهذا الشعب الصامد تحت الحصار من 12 سنة، وتعرض لعدة حروب وجولات تصعيد بعضها استمر لـ51 يوما متواصلة".
واستشهد خلال العدوان الأخير على غزة، السبت الماضي، والذي استمر 48 ساعة، 27 فلسطينيا بينهم (4 سيدات وجنينين ورضيعتين وطفلان)، في حين أصيب 154 آخرين بجراح مختلفة.