عوني فريج
عندما يعود الفريق من هزيمة كبيرة وبثلاثة اهداف نظيفة خارج ملعبه ..ثم يستعيد حضوره بالفوز على ارضه وبين جمهوره وباربعة اهداف دون مقابل ..فهو البطل الحقيقي ..وعندما يفقد الفريق ثلاثة من ابرز نجومه واعمدته الرئيسية في ظرف صعب وفي وقت لا يمكن لأي مدرب في العالم توفير البديل المناسب للعب امام اقوى فريق في اوروبا ..فهو فريق يستحق كل التقدير والاحترام ..وعندما يستثمر الفريق ميزة الارض ويجعل من جمهوره المخلص الوفي وسيلة اضافية لتحقيق ما كان يعد مستحيلا ..فهو الفريق الذي يستحق تماما الفوز بلقب دوري ابطال أوروبا ..وهو ما جسده ليفربول العريق على ارض الواقع ذات مساء اوروبي.
الفريق الانجليزي المدهش جسد على ارض الملعب مقولة ان لا كبير في كرة القدم ..وان اي نتيجة مهما كانت كبيرة من الممكن تعويضها ان توفرت ارادة الفوز ..وان تسلح النجوم بالمعنويات العالية والثقة الكبيرة بقدراتهم ..وان توفر على خط الملعب مدرب خبير قدير يعرف كيف يوجه الامور لمصلحة فريقه ..ويدرك بحسه وبمنسوب الخبرة التي يتمتع بها كيف يعود بالنتيجة من جديد ..وكيف يوجه قدرات نجومه نحو تحقيق ما كان يعد مستحيلا في عرف الجماهير ..وهو ما فعله ليفربول..
في المقابل لم يستوعب مدرب برشلونه فالفيردي الدروس السابقة ..واقربها ما حصل مع فريقه في الموسم الماضي امام روما الايطالي عندما تقدم برباعية على ارضه ..وخسر هناك وغادر البطولة ..وها هو يكرر نفس التجربة وهو يعلم تماما ان فوزه الكبير على ارضه يوفر له ميزة الانطلاق نحو اللقاء النهائي وتتويج موسم كروي ناجح لو نجح في تجنب تلك الخسارة الكارثية التي لا يمكن ان تكون محض صدفة دون ان يكون للاخطاء الفادحة التي ارتكبها اللاعبون ومن خلفهم المدرب سببا في حصول الكارثة تلك !! ..
ثمة دروس مستفادة من تلك المباراة لعل ابرزها ان النجم الاوحد ..واقصد هنا ميسي لا يمكن له وحده ان ينوب عن فريق باكمله بتحقيق الفوز وقيادة فريقه كل مرة نحو الابداع ..ان لم يكن الفريق كله يعمل بمنظومة واحدة تساعد نجم النجوم على العطاء والظهور كمنقذ وتسجيل الاهداف وتحقيق الانتصارات ..لقد تفوق ليفربول لان النجوم امنوا بقدراتهم ..وعملوا من اجل تحويل المستحيل الى ممكن وهو ما تحقق ...على العكس تماما من برشلونه الذي اعتقد ان نتيجة مباراة الذهاب كفيلة بوضعه في المباراة النهائية ..ولم يدرك ان الكرة غدارة وان تقلباتها عجيبة ...!!//