عصام الغزاوي
جبال الكرك والقلعة وأسوارها الشامخة خشم العقاب التي تَحطم على اسوارها الطغاة والبغاة، عظيمة بتاريخها واهلها، حجارتها شاهدة على تضحيات الرجال وإنتصاراتهم على الغزاة والمحتلين، التضحيات والبطولات دفاعاً عن الأرض والعرض ليست وليدة لحظات عابرة، إنما هي جينات وراثية متوارثة أباً عن جدّ، منذ الملك المؤابي الاردني ميشع ومروراً بصلاح الدين الذي أعاد للقلعة عروبتها، واسماعيل الشوفي، وإبراهيم الضمور الغساني وزوجته أخت الرجال علياء بنت يونس العقول، ورجال الهية وقدر وعلياء النوايسة وحسين الطراونة ودليوان وحابس المجالي الذي رفض ان يمد يده لمصافحة العدو عندما وصلته رسالة برغبة مليكه بذلك، كرك المجد لفظت الغزاة الطامعين ولم تدعهم يدنسوا ترابها، وسطرت على صفحات التاريخ اسماء شهداء رووا بدمائهم الزكية أرض الأردن وفلسطين، الكركية اصحاب مروءة ونخوة يعتبرون الضيف عندهم مكسبا، وغنيمة، والترحيب به نخوة وليس مجرد عادة أو عرف، كانوا على الدوام مع اخوتهم في العروبة والاسلام (الغرابا) في نضالهم العادل ضد المحتل الاسرائيلي، وهم اول من اعلن مدينتهم خالية من البضائع الإسرائيلية في رسالة شعبية تعبر عن وجه الوطن المشرق وضميره الحي، لن ينسى الكركية الاقصى ولهم فيه مصطبة تسمى مصطبة الكرك، دستورهم مؤاب العزة وتضحية جعفر الطيار بأن تبقى ارض الكرك طاهرة وان تكون الحياة كريمة عزيزة أو لا تكون، وأهزوجة الكركيات لم تتغير " يا سامي باشا ما نطيع ولا نعد رجالنا لعيون مشّخص والبنات ذبح العساكر كارنا" !!//