عصام الغزاوي
مؤلم مشاهدة أصحاب الجباه السُمر التي تشرفت بحمل شعار الامن العام وتنافست على خدمة الوطن وقيادته في الحر والقر، والعيون التي كانت تسهر على أمن المواطن وحمايته ان ينتهي بهم الأمر يفترشون الارض ويلتحفون السماء امام مجلس النواب بطريقة لا تليق بكرامتهم للمطالبة في حقوقهم في صندوق ادخار واسكان ضباط الامن العام، إن عجز المتقاعد عن مواجهة ضروريات العيش الكريم هي أصدق شهادة على نظافة يده وعدم استغلاله لوظيفته، ولا يجوز أن يكافأ على ذلك بإستجداء حقوقه في صندوق ادخاره وإسكانه، متقاعدو جهاز الامن العام وإن خلعوا الزِّي العسكري هم لم يخلعوا إنتمائهم لوطنهم وولائهم لقائد الوطن، هم رديف للأجهزة الأمنية وأيديهم جاهزة لحمل السلاح للدفاع عن امن الوطن وهم في نفس الوقت جنود يحملون معاول البناء والتعمير لرفعة الوطن الذي حمته سواعدهم ... لأسباب لا مجال لذكرها تعثر صندوق اسكان ضباط الامن العام وبعد استنفاد كافة الوسائل في مخاطبة الجهات المختصة، وأمام عدم الجدية في معالجة موضوع الصندوق المتعثر اضطروا الى تنفيذ اعتصام امام الديوان الملكي يوم الثلاثاء 2018/2/20 لإنصافهم برفد الصندوق بالمخصصات وزيادة قوائم المستفيدين لتسريع الدور، وها هم اليوم يقفون امام مجلس النواب في إعتصام مفتوح لحين الإستجابة لمطالبهم .. المتقاعدون المعتصمون لن يخرقوا الأسس التي تربوا عليها، بل ان جل همهم وهاجسهم أمن الوطن، ويخشون عليه حتى لو حاول البعض إستغلال فقرهم ومطالبهم في تسجيل المواقف والتلاعب بمشاعرهم، لأنهم أقسموا على الدفاع عن الوطن والولاء لقيادته ولن يحنثوا بقسمهم، اليوم ونحن على ابواب شهر الخير والرحمة اتمنى من عطوفة مدير الامن العام الرجل الفاضل المشهود له بحصافة الرأي وحسن الإدارة ان يتولى معالجة ملف صندوق إدخار واسكان ضباط الامن العام وتشكيل لجنة للتحقيق في اسباب عجز الصندوق ومعالجة الخلل، وكلي ثقة انه لن يقبل لرفاق السلاح نكران حقوقهم، المتقاعدون أفنوا زهرة أعمارهم في بناء وحماية الوطن ينتظرون حقهم بدورهم بالإسكان وهم احياء لا ان ينتفع به ورثتهم !!!