"أمانة القدس" ممثل رمزي للمدينة المقدسة في المحافل العربية والدولية

نبض البلد -

عصام الغزاوي

هي إحدى الهيئات التي تعمل من أجل إبقاء قضية القدس حيّةً في الأذهان، ومقرّها في عمان، قد لا يعرف عنها الكثير من ابناء هذا الجيل وخاصة الذين ولدوا بعد إحتلال القدس، تأسست بلدية القدس أثناء العهد العثماني في عام 1868، واستمرت فاعلة في زمن الإنتداب البريطاني، على إثر وحدة الضفتين اصبحت عام 1959 بقرار من الحكومة الأردنية أمانة القدس لتكون التوائم لأمانة العاصمة عمان، وعُيّن روحي الخطيب أميناً لها، إستمرت في القيام بمهامها البلدية على مستوى القدس حتى عام 1967، عندما قامت سلطات الإحتلال الإسرائيلي بحل مجلس أمانتها وضم القدس الشرقية إلى الجزء الغربي من المدينة، وتطبيق القانون الإسرائيلي عليها، وإبعاد الخطيب لمعارضته ضم المدينة لإسرائيل، وفي عام 1980 تبنى الكنيست قانون "القدس الموحدة عاصمة لإسرائيل"، استمر روحي الخطيب في إجراء اتصالاته مع العالم من موطن إبعاده لنصرة القدس، ثم عاد إليها ولم يبقَ أحياء من مجلسها سوى اربعة، اثنان منهم في الداخل لا يستطيعون تقديم شيءٍ لها، واثنان آخران في الخارج أحدهما زكي الغول في الاردن، الذي ارتأت السلطة الفلسطينية تعيينه أميناً للقدس عام 1999 لإبقاء قضية القدس حيّةً في الأذهان وحرصاً على أنْ يمثّلها الأبناء الشرعيّون لها لا المحتلون، مارس الغول رغم تقدمه في السن من عمان دوراً معنوياً في الأمانة، وفي تمثيل القدس في المؤتمرات العربية والدولية واستطاع أن يقوم بعمليات توأمة ما بين مدينة القدس و 59 مدينة أخرى في مختلف أرجاء العالم، مما ساهم بشكل رمزي في دعم مدينة القدس والحق العربي الفلسطيني الى ان توفاه الله اول أمس ... بعد رحيل هذه القامة الفلسطينية اتمنى إعادة تشكيل أمانة القدس ليس كأمانة رمزية بسكرتاريا ومقرّ بدون صلاحيات ولا ميزانية، بل أن تكون سيادية ومنافسة لبلدية الاحتلال، وأن يكون لها أيضا دور على الأرض من خلال التواصل وإحياء الفعالية في المجتمعات المحلية المقدسية، حتى يشعر المواطن بوجودها وأهميتها، ودور عربي اسلامي عالمي محوري، إمتدادا للجهد الذي قام به المرحومان روحي الخطيب والحاج زكي الغول وآخرون// ...