زاوية سناء فارس شرعان
بعد نحو عقد من الزمن شهدت فيه سوريا الكثير من المعاناة جراء الحرب الاهلية وجهود الثورة لاسقاط النظام واستبداله تآخر اكثر عدلا وديمقراطية وتعددية واقترب الى مطالب الشعب حيث قتل مئات الالاف من السوريين من خلال سلاح الجو والبراميل المتفجرة والقصف المدفعي ..
ولم يقتصر النظام على قتل الالاف وسجن عشرات الالاف من الرجال والنساء وانما استعان باصدقائه من الطامعين في ثروات سوريا وموقعها الاستراتيجي في الوصول الى ما يسمى بالمايه الدافئة البعيدة عن بحار روسيا المغلقة ومياهها المتجمدة الى البحار المفتوحة والمياه الدافئة والباحثين على النفط والغاز علاوة على المستعمرين الايدولوجيين في نشر الافكار المتطرفة والمتزمتة ونشر المذهب الشيعي واستخدام الميليشيات الشيعية رأس حربة في تحقيق المصالح الايرانية فقذفت الميليشيات الشيعية الايرانية والافغانية وبالكستانية واللبناية كما توقفت مجموعات مستهترة من كل حدب وصوب بحثا عن الدولارات مقشابل قتل المئات من السوريين واسر واعتقال الاف اخرى.
بعد هذه السنوات العجاف التي لم تشهد سوريا مثيلا لها من قبل ومرت الغالبية الساحقة من المدن والقرى وسقوط مئات الابنية وانهيارها من المنازل والمساجد والكنائس والمدارس والاديرة والمزارع واهم من ذلك ان مساحات شاسعة من سوريا ما زالت مختصة محتلة مباشرة من الدول الخارجية وعصابات تمثل الاقليات العرقية والدينية …
من بين الاراضي السورية العديدة المحتلة من قبل دول وجماعة عرقية متطرفة لم يذكر بشار الجعفري ممثل سوريا في الامم المتحدة الا المناطق التي تحتلها تركيا والتي تعادل اربعة اضعاف مساحة الجولان السوري المحتل من قبل دولة الاحتلال الصهيوني.
ثمة اربعة دول كبرى تحتل سوريا لا يمكن للنظام ان يخرجها من سوريا وهي روسيا خليفة النظام الاولى التي تستطيع من خلال سلاحها الجوي الوصول الى اي منطقة في سوريا باستثناء منطقة الجزيرة في جنوب شرق سوريا التي تحتلها قوات سوريا الديمقراطية المدعومة امريكيا والتي ترفض الانسحاب من اي ذرة تراب في منطقة الجزيرة علما بان قوات سوريا الديمقراطية التي تأتمر باوامر امريكا التي اعلنت ان هذه القوات لن تنسحب من المناطق التي تحتلها ..
الدولة الثانية وهي من حلفاء سوريا كذلك ايران التي لها قواعد برية وتسعى لاقامة قواعد بحرية في سوريا ولها مجموعات من الميليشيات الخاضعة لها التي تحارب دفاعا عن النظام وحماية له ويعمل النظام جاهدا على توطين هذه الميليشيات في المناطق التي خلت من سكانها السوريين لتعويض النقص الهائل وعدد السكان حيث بلغ بلغ عدد المواطنين الذين هاجروا من سوريا خلال سنوات الثورة اكثر من ١٣ مليون نسمة اي اكثر من نصف عدد سكان سوريا..
وهناك دولة ثالثة هي لبنان كانت ولا تزال الداعم الرئيسي لنظام الاسد خلال حرب الله الممول ايرانيا ويقوم بالدفاع عن النظام وحمايته والمحافظة على رأسه…
اما تركيا فتمثل مناطق صغيرة في شمال سوريا مثل عفرين وجرابلس والباب لحماية حدودها من الارهابيين الذين يتوافدون الى سوريا…
امريكا بدورها تمثل منطقة التنف على الحدود الموالية السورية الايرانية لقطع الطريق البري بين طهران ودمشق ولم يأت الجعفري على ذكر ذلك لأن كل ما يهمه هو تركيا التي دخلت قواتها الى سوريا دون اذن من النظام ولم تنسحب قواتها من الاراضي السورية.
الجعفري قال ان اسرائيل تحتل الجولان ونسي ان هناك بقاعا شاسعة من سوريا استولت ليها اسرائيل من بينها الجولان الفلسطيني والجزء الشرقي من بحيرة طبريا …!!