أمريكا و"إسرائيل" ستتهّمان عبّاس برفضها وتعتبرانه عدوًّا للسلام
القدس المحتلة - وكالات
قال مُستشرِقٌ إسرائيليٌّ إنّه مع اقتراب إعلان خطّة السلام الأمريكيّة، التي أصبحت معروفةً إعلاميًا بـ"صفقة القرن"، فإن الإدارة الأمريكية بقيادة الرئيس دونالد ترامب تتبِّع طريقةً جديدةً لإدارة عملية السلام، تقوم على أساس أنّه في حال عارض الصفقة أحد الطرفين، الفلسطينيّ أوْ الإسرائيليّ، فسيتلقّى ضرباتٍ على رأسه، ثم يتّم تدبر الأمور.
وأضاف جاكي خوجي، مُحلّل الشؤون العربيّة والفلسطينيّة في إذاعة جيش الاحتلال، "أنّه وفقًا للتسريبات غير الرسميّة الخاصّة بالصفقة، فإنّها تشمل انتعاشًا اقتصاديًا بصورةٍ أساسيّة قائمة على تبرعاتٍ بمليارات الدولارات لترميم الاقتصاد الفلسطينيّ، وسلسلة مبادرات لتطوير التنمية في الضفة الغربية وقطاع غزة، كما أكّد، نقلاً عن مصادره الخاصّة في تل أبيب.
بالإضافة إلى ذلك، لفت إلى أنّ صفقة القرن ستطلب بعض التنازلات السياسيّة الإسرائيليّة، لكنها لا تصل إلى الحدّ الذي يسعى إليه الفلسطينيون، فالقدس لن يتّم تقسيمها بين الفلسطينيين والإسرائيليين والتجمعات الاستيطانيّة في الضفة لن يتّم إخلاؤها، وسيبقى كلّ ذلك حبرًا على ورقٍ، دون أنْ ينتقل إلى التطبيق من الناحية العمليّة".
واوضح، أنّ "منظومة العلاقة بين رام الله وواشنطن كفيلة بإحباط هذه الصفقة بصورة مسبقة، ففي العاصمة الأمريكيّة ليسوا راضين عن السلطة الفلسطينية ولا يرونها طرفًا أساسيًا في عملية السلام، ومع ذلك فهم ماضون في التحضير لإعلان صفقتهم الموعودة، ويُعبِّرون عن غضبهم من الفلسطينيين الذي يبدون رغبتهم بتعكير هذه التحركات السياسية الأمريكيّة"، كما قال.
وبين، أنّ الغضب الفلسطينيّ من الجهود السياسيّة الأمريكيّة يعود إلى جملة أسبابٍ، من بينها أنّ القدس ليست في صلب هذه الصفقة، ولأنّ البيت الأبيض جمّد المساعدات المالية للسلطة، ولأنّ الرئيس ترامب، قام في أيّار (مايو) الماضي بنقل سفارة بلاده من تل أبيب إلى القدس".
ولفت إلى أنّه رغم كلّ هذه الدوافع الفلسطينية، فلا زال ترامب مُعجبًا بصفقته، وأطلق عليها "صفقة القرن"، وقال ذات مرة إننّا حين اكتشفنا فجأةً أنّ القدس هي العقبة لتحقيق السلام، قررنا إزاحتها عن الطاولة"، على حدّ قوله.
وأضاف، "منذ سنواتٍ طويلةٍ كان الأمريكيون يُناصِرون الموقف الإسرائيليّ، لكنّهم في الوقت ذاته تعاملوا مع الفلسطينيين، وأظهروا نوعًا من الوساطة بين الجانبين لاستمرار عملية السلام، أمّا في عهد ترامب فتمّ كسر كلّ الأواني، ومنذ عام ونصف ومقر المقاطعة في رام الله والبيت الأبيض في واشنطن يعيشان حالةً من القطيعة الكاملة، كما أنّ القاهرة والرياض وأبو ظبي لا تشهد تحمسًّا للمبادرة الأمريكية، على حدّ تعبيره.
وقال، "بإمكان الإسرائيليين القلقين من إمكانية وجود ضغوطٍ أمريكيّةٍ عليهم بشأن القدس أنْ يُهدّئوا من روعهم، فواشنطن لن تفرض على تل أبيب اتفاقًا لا تريده رام الله، والفلسطينيون سيتهمون الأمريكيين بأنّهم عملوا مبعوثين للإسرائيليين وتحوّلوا مع مرور الوقت إلى وسيطٍ معادٍ".
وخلُص إلى القول "إنّ الإسرائيليين سيتهّمون الفلسطينيين بأنّهم دأبوا دائمًا على تضييع الفرص التاريخيّة لإحلال السلام، وسيُعلِن الأمريكيون أنّ رئيس السلطة محمود عبّاس عدوّ للسلام، ولن يتوصّلوا معه أبدًا إلى خطةٍ سياسيّةٍ أفضل من المعروضة حاليًا".