انطلاق فعاليات مؤتمر "مبادرة فتبينوا" الدولي الأول

نبض البلد - مندوباً عن رئيس الوزراء، افتتح وزير الداخلية سمير مبيضين اليوم الثلاثاء، فعاليات مؤتمر "مبادرة فتبينوا" الدولي الأول، والذي نظمته مديرية الأمن العام بالتعاون مع جامعة الشرق الأوسط بحضور وزير الدولة لشؤون الإعلام الناطق الرسمي باسم الحكومة جمانة غنيمات، ومدير الأمن العام اللواء فاضل الحمود، ورئيس أمناء جامعة الشرق الأوسط الدكتور يعقوب ناصر الدين ومشاركة عدد من الباحثين العرب.
وقالت وزير الدولة لشؤون الإعلام جمانة غنيمات، إننا اليوم نحتاج لعقد العديد من المبادرات والمؤتمرات البناءة التي تعمل على خلق وعي من مخاطر الإشاعة واضرارها على المجتمع والتي تمس قيمنا وأخلاقنا، حيث أن هناك الكثير من الأخبار الكاذبة والملفقة تحيط بنا في محاولات للنيل من سمعتنا الطيبة وزعزعة أمننا الداخلي، بيد أننا وبهمة ووعي الجميع سنكون قادرين على التصدي لها ومحاربتها، مؤكدة على دور الشباب في محاربة الأخبار الكاذبة حتى نتقي شرورها ونتعدى التحديات والضغوطات التي تحدق بنا ونمنع أية محولات لنشر الخراب بيننا. وأضافت غنيمات أن محاربة الإشاعة بحاجة لجهد ومسئولية جماعية لمحاربتها، وأن الحكومة عملت ومنذ مدة على النهوض بالخطاب الإعلامي وتطوير أدواته بحيث يقوم على الإفصاح عن كل المعلومات الممكنة والتحقق من الأخبار، حيث أطلقت منصة "حقك تعرف" الإلكترونية التي تهدف إلى تقديم المعلومة الدقيقة ودحض الإشاعات من خلال الأخبار الحقيقية وبكل شفافية وموضوعية، إضافة لمشروع التربية الإعلامية الذي انبثق عنه فريق وطني لتدريب الشباب على كيفية التعامل مع وسائل التواصل الاجتماعي وكيفية تسخير تلك الوسائل لتلقي المعلومات الصادقة وتعلم التفكير النقدي وأن نحتكم للمعلومة قبل تداوها لما يخدم الصالح العام.
وأكد اللواء فاضل الحمود أن مديرية الأمن العام تؤمن بنهج العمل التشاركي مع كافة مؤسسات الوطن وفي كافة المجالات لضرورة تكاتف الجهود في شتى المناحي، مبيناً أن دور المؤسسات التعليمية لا يقتصر فقط على الجانب الأكاديمي، حيث أنها تتحمل جزءاً كبيراً من المسؤولية المجتمعية وضرورة تعزيز القيم الإيجابية والضرورية لحماية المجتمع من شرور الإشاعات واغتيال الشخصية وضرورة تحكيم العقل والمنطق في تقييم ما يتم تداوله من أخبار ومعلومات ووضع الحقائق والمعلومات في متناول المواطنين للحد من انتشار الإشاعات والأخبار غير الموثوقة أو المشوهة أو المبالغ فيها.
وبين مدير الأمن العام أن أمن المجتمعات لم يعد في عالم اليوم المليء بالأحداث والمتغيرات جهداً تضطلع به الأجهزة الأمنية لوحدها، بل بات جهداً مشتركاً من قبل جميع مؤسسات الوطن وأفراده لنحقق هدفنا جميعاً في الحفاظ على مكتسبات الوطن ومقدراته وللوقوف صفَاً واحداً متماسكاً متراصاً حول قيادتنا الهاشمية متطلعين إلى مستقبل آمن تسوده روح المحبة والتعاون وتعلو فيه قيم العدل والتسامح وتسمو فيه سيادة حكم القانون وخلق جيل واعٍ قادرٍ على تمييز الغثِ من السمين متصدياً لكل من يحاول الإساءة للوطن وأهله وقيادته. من جانبه أوضح الدكتور يعقوب ناصر الدين أن هذا المؤتمر يأتي استجابة عملية وعلمية لمحاربة ظاهرة الأخبار الملفقة والإشاعات المغرضة ومخاطرها على الدولة ورموزها والشعب ومكتسباته وطموحاته، مؤكداً أن الشباب هم المستهدفون قبل غيرهم بالأجندات الرامية للعبث بعقولهم ومشاعرهم وزرع الريبة والشك والإحباط في نفوسهم، وبالتالي وجب عليهم التصدي لتلك الحملات التي تستهدف وطنهم. وقال مساعد الأمين العام لاتحاد الجامعات العربية الدكتور عبد الرحيم الحنيطي، إن من الأولويات التي تتمثل أمام الجامعات اليوم العمل على تعزيز قيم المحبة والتآزر بين أفراد المجتمع وترسيخ قيم الاستخدام الأمثل لوسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي والتحري من الخبر والمعلومة وعدم بثها أو نشرها دون التحقق والتأكد من صحتها لأنها تحمل في طياتها عناصر الخلاف والفرقة وتؤذي المجتمع وتهدد اللحمة الوطنية.
وانبثقت فكرة هذا المؤتمر انطلاقاً من توجيهات جلالة الملك عبد الله الثاني في مقاله "منصات التواصل أم التناحر الاجتماعي؟"؛ لتؤكد ضرورة تشخيص المخاطر التي تهدد أمن بلدنا ومجتمعنا واستمرارهما بفعل الإشاعات ومحاولات التشكيك بالاتجاهات الوطنية وسلامة الموقف الأردني من التحديات الداخلية والخارجية على حد سواء.
ورفع المؤتمر برقية شكر وتأييد لجلالة الملك على مواقفه المشرفة تجاه قضية القدس ومقدساتها ووصاية الولاية الهاشمية عليها، مؤكداً ضرورة تكاتف جميع الجهود الوطنية والقومية والإنسانية لنصرة الحق والعدل وتعزيز الأمن والسلام والاستقرار في المنطقة والعالم.
وأوضح المؤتمر الذي شارك فيه باحثون من جامعات ومراكز بحثية أردنية وعربية ودولية أن مقال جلالة الملك شكل إلهاماً للباحثين في جلسات العمل التي ناقشت ظاهرة الاشاعات والاخبار المغلوطة ومخاطرها على المجتمعات والدول، واستهدى المؤتمر في توصياته بالتوجيهات التي تضمنها المقال السامي.
وخرج المؤتمر بمجموعة من التوصيات تمحورت حول حث الجامعات والمراكز العلمية والأكاديمية لزيادة الثقافة الرقمية والإلكترونية والقانونية للطلبة من خلال توظيف منهجيات حديثة لدراسة وسائل التواصل الاجتماعي وكيفية التعامل معها والتأكيد على الدور الوطني الذي تضطلع به منصات مكافحة الإشاعات التابعة للوزارات المختلفة.
وحث الوزارات والدوائر الحكومية المختلفة ومؤسسات القطاع الخاص على تطوير منصاتها التواصلية وتوصية مؤسسات الإعلام ونقابة الصحفيين والمواقع الإلكترونية والإخبارية للاهتمام بالممارسات الاحترافية للعمل الإعلامي بالإضافة إلى مجموعة من التوصيات الأخرى حول طرق محاربة الإشاعة ومكافحتها.
--(بترا)