المهندس هاشم نايل المجالي
الخطاب الديني والكثير من المعطيات التي تتعلق بمضمونه اثيرت وتثار بشكل او باخر في كثير من المجالس ووسائل الاعلام ، ومنها ما يثير الجدل واللغط والكلام من حيث الفهم والمقاصد الشرعية والتقرب الى الحداثة الاوروبية بحكم الهيمنة والسيطرة للدول العظمى على بلادنا ، فهناك شخصيات سياسية تنشد الحداثة والتقدم والتطور حتى لو ضحى بكل شيء من مبادىء او اخلاقيات او سلوكيات وغيرها ، وكما نعلم فان متطرفي الفكر ليسوا جديدين على الاسلام ولا على المسيحية ولا على غيرهما من الاديان وممن ادعوا انهم اصحاب حق ومثال ذلك الخوارج .
لكننا اصبحنا نجد من الشخصيات من هو متغرب اي بعيد عن الدين وجوهره وعن الاسلام ، بطرحه متملصاً من الثوابت الدينية والاخلاقية في تبديل وتحريف للتعامل مع الحداثة المجتمعية باطلاق الحريات المفتوحة للسلوكيات على شكل جرعات مجتمعية ، واطلاق الصلاحيات لبعض الفضائيات لكثير من المسلسلات والافلام التي تخدش الحياء .
ان ثوابت الدين الاسلامي لا تتغير مع تغير الازمان والعصور ، ولقد ارسل الله سبحانه وتعالى الاديان لهداية الناس والمحافظة على الانسان وعلاجا لامراض المجتمع وتنظيم امورهم وبيان الحق والصالح من الطالح مع اختلاف الازمان وبما يتناسب مع كل عصر ، والدين جذور ومن الجذور جذوع ومن الجذوع فروع ومن الفروع اغصان ومن الاغصان اوراق ووريقات .
ولقد وجدنا بالاونة الاخيرة الكثير من الشخصيات الدينية والاكاديمية والبحثية والمجتمعية في العديد من الدول وهم اصحاب الشأن في ذلك انهم لا يتناولون جذور ديننا الحنيف انما يتمسكون بالوريقات ، فزاد الانحراف وزادت الفتن وزادت الفتاوى وزاد التفسير الذي في غير محله لكثير من الآيات القرآنية والاحاديث الشريفة .
وتفسخت مجتمعات كثيرة بالانفتاح غير المشروط ، واصحبت الاخلاقيات كماليات والانحرافات اساسيات حفلات وسهرات واندية واعياد لا حسيب ولا رقيب لتنقسم المجتمعات الى فئات متعصبة ومتشددة ووسطية ملتزمة ومنفتحة متغربة الى المجتمع الغربي بالعادات والتقاليد والسلوكيات ، حتى اصبحنا نجد ذلك على الفضائيات برامج ومسلسلات حتى في مضمون المسرحيات في الفنادق في شهر رمضان المبارك .
هنا لا بد وان يكون ترشيد بالخطاب الديني بما يتفق وصحيح الدين والسنة النبوية ، ولسنا بحاجة لتجديده او تصحيحه مع ما ينسجم والمطالب الغربية فلا تجديد في اصول الدين ولا تصحيح فيما ارسله الله الى الرسول صلى الله عليه وسلم .
فهناك الكثير من القضايا المجتمعية الخلافية المرتبطة بالدين منها ولاية الرجل على المرأة ، والمساواة بين الرجل والمرأة في الميراث ، وزواج القاصرات والزواج المثلي وغيرها .
فهناك من الشخصيات العربية المسؤولة من تعتبر ان هناك قراءة خاطئة لاصول ديننا ، في دعوة للتخلي عن السنة النبوية والاكتفاء بما جاء في القرآن من نصوص واحكام وقوبل ذلك بالرفض التام .
فهناك من يسعى لاختيار ما يناسب العصر من سلوكيات وافعال ، ليعيش ابناء المجتمع في مستقبل يساوي المجتمع الاوروبي بالعادات والتقاليد والسلوكيات ، اي مخاطبة الجمهور بلغة العصر من حيث تطبيق الاحكام الشرعية الحديثة المقوبلة وفق تلك المجتمعات في اللغة والاسلوب وتجديد الفتاوي ، لأن الفتاوي التي اصبحت تتغير بتغير الزمان والمكان مع ما يتناسب مع العصر الحديث بتجديد الفهم وفق المستحدثات بنفس الاطار ، يجب اقصاء اصحاب الخطاب الديني المسيء للوحدة الوطنية عن المشهد الاعلامي او من هم من اصحاب الافكار المتشددة .
فهذا الخطاب ليس محتكرا من قبل مؤسسة او طائفة او غيرها بل يجب اعداده من قبل الفقهاء والعلماء المختصين وليس من كل من يريد ان يطرح رأيه وفكره فيه ، فهناك مسؤوليات كبيرة امام الله والشريعة جاءت لاسعاد الناس وليس لظلمهم كما يدعي البعض كذلك الضوابط الاخلاقية .//
hashemmajali_56@yahoo.com