ام امل: ابنتي العروس تخضبت بدمها قبل أن تفرح بفستان زفافها
نبض البلد ـ بيت لحم
يأتي يوم الأسير الفلسطيني وأهالي الأسرى يعايشون الألم والحسرة على مدار الساعة بسبب ما آلت إليه أوضاع ذويهم بسجون الاحتلال، الام تأكل من أعمار الأهالي كما الأسرى التي أنهكتهم ظلمة السجون وجدرانها الباردة.
عائلة أبو محمد طقاطقة من بلدة بيت فجار جنوب بيت لحم سرق الاحتلال فرحتها بأبنائها مرتين، الأولى حينما اعتقل ابنتهم أمل (25 عاما) بعد أن أطلق الاحتلال النار عليها على مفترق "عتصيون".
"كانت متوجهة لشراء مستلزمات عرسها، الذي لم يبقَ عليه سوى عشرين يوماً، ولكن خمس رصاصات استقرت في قدمها وجنبها وصدرها ويدها، وتركها الاحتلال تنزف لساعات قبل أن ينقلها إلى المستشفى، تقول أم الأسيرة.
وأضافت "قبل أربع سنوات ونصف سمعت أسوأ خبر في حياتي، ابنتي العروس تخضبت بدمها قبل أن تفرح بفستان زفافها بتهمة باطلة، فهي نزلت عند دوار "عتصيون" للذهاب إلى الخليل، فنادى عليها الجنود ولم تلقِ لهم بالاً فأطلقوا الرصاص في الهواء، فخافت وأخذت تركض باتجاه البلدة، وحينها أطلق الجنود الرصاص عليها بشكل همجي".
وتابعت الأم، أول مرة رأتها بعد الحادثة في المحكمة بعد شهر، حيث كانت على سرير لا تقوى على الحركة، وبعدها بستة أشهر زرتها في سجن "هشارون" وهي تمشي على عصا وتساعدها زميلاتها، أما الآن فقد اشتد عودها وحصلت على شهادة دبلوم تنمية بشرية، وشهادتين لحقوق الإنسان الدولي والحقوق الإنسانية الدولية، وحاليا تدرس بكالوريوس شريعة في جامعة القدس المفتوحة.
وأشارت إلى أنه رغم معنوياتها العالية وإرادتها الصلبة كما باقي الأسيرات إلا أنهن يعانين ظروفا صعبة.
بدوره، تحدث والد الأسيرة جهاد طقاطقة، عن حرمانهم من فرحتهم الثانية، وهي بأن الاحتلال لم يسرق فقط فرحتهم بزفاف أمل وإنما سرق أيضا فرحتهم بخطبة ابنه البكر محمد.
"تم اعتقال ابني محمد ثلاث مرات، الأولى حكموه سنتين، والثانية أربعة أشهر، أما هذه الأخيرة فحكموه سنتين وأربع اشهر، وحينما اقتحموا المنزل وهموا باعتقاله، قلتُ للضابط غداً خطبته ورد عليه باستفزاز وقال أعرف ذلك".
وأكد الوالد، أنه مهما يفعل الاحتلال بنا وبأبنائنا لن يكسر عزيمتنا وإرادتنا، ففلسطين تستحق أن نضحي من أجلها بكل غال ونفيس، لن يرخص عليها أعمار أبنائي وحتى أرواحهم.
"لم يكن أمامهم سوى الإضراب عن الطعام لانتزاع حقوقهم والحفاظ على ماء وجوههم، وبحمد الله انتصروا في معركتهم، وأثلجوا صدورنا" يقول طقاطقة.
وطالب المؤسسات الحقوقية والإنسانية وهيئة شؤون الأسرى والمحررين بضرورة اتخاذ خطوات لدعم الأسرى والضغط على الاحتلال لتوفير حياة كريمة لهم، والالتفات إلى معاناتهم التي تتزايد في ظل الصمت الدولي والعربي تجاه قضايا الشعب الفلسطيني.
وأوضح مدير هيئة شؤون الأسرى والمحررين في بيت لحم منقذ أبو عطوان، بأن الاحتلال اعتقل منذ احتلاله، أكثر من (15 آلف) امرأة، ومنذ انتفاضة الأقصى سبتمبر 2000 رصد (1950) حالة اعتقال لنساء وفتيات، بينهن العشرات من القاصرات، والجريحات، والمريضات، والمسنات.
وأشار إلى أن الاحتلال صعد خلال العامين الماضيين من سياسة اعتقال النساء والفتيات، والزج بهن في ظروف صعبة قاسية، حيث بلغت حالات الاعتقال بين النساء حوالى ( 640) حالة بينهن قاصرات وجريحات، ولا زالت (56) منهن في سجون الاحتلال.