د.محمد طالب عبيدات
تنتشر ظواهر الجدل البيزنطي واﻹتهام الجزاف والتهريج دون إستناد لمعلومة وغيرها في مجالسنا هذه اﻷيام كإنتشار النار بالهشيم، وأعزو ذلك شخصياً لثقافة الفوضى التي باتت تنتشر بين اﻷفراد بالإضافة للأنانية والشخصية وحبّ الظهور عند البعض:
1. كثيرون 'يربطون' على الجلسات للحديث دون معلومات يستندون إليها سوى اﻹتهامات الجزاف؛ وكأن المجالس للأجرأ وليس للأكفأ أو صاحب التخصصية.
2. المجالس أمانات فلا يجوز البتة خلط اﻷوراق فيها لغايات في نفس يعقوب! ولذلك الصمت أبلغ من الكلام في معظم الأحيان.
3. معظم الناس - مع اﻷسف- يحبون الحديث في السلبيات دون اﻹيجابيات ودون تقديم الحلول، وهذه ثقافة مجتمعية مرفوضة؛ فالأصل الإنصاف وإظهار محاسن ومساوىء الأشياء.
4. أتمنى على متحدثي المجالس التعريج على الجزئين المليء والفارغ ﻷي معضلة؛ لأن في ذلك إحتراما للرأي والرأي الآخر.
5. المتحدثون المقنعون يمتازون بدقة المعلومة وغزارة اﻷفكار وصدقية القول ونظافته؛ وللأسف فهم قلّة هذه الأيام كنتيجة لتقدّم أصحاب الأجندات عليهم.
بصراحة: نحتاج لثقافة أدبيات الحوار بالمجالس واﻹستماع للاخر ووقف اﻹنتهازية السياسية واﻹتهامات الجزاف والتحريف في الحقائق لتستقيم قيمنا صوب بناء مجتمع حضاري عصري أساسه روح الإيجابية لا السلبية.//