استباحها المستوطنون منذ 1967، والمستوطنات تحرم أي وجود فلسطيني حولها
نبض البلد ـ القدسالمحتلة
متدفقة مياهها آتية من مجرى الوديان بالقرب من بلدتي عناتا وحزما شرق القدس المحتلة، تراقصها زقزقة العصافير ونقيق الضفادع وحركات الأسماك الصغيرة، راسمة لوحة طبيعية ساحرة، تلفت حواس العابرين، رغم سرقة الاحتلال لها، إنها "عين فارة".
تبعد عين فارة عن حزما وعناتا كيلومترات معدودة فقط، وتفصلها عنهما بضعة جبال وأودية وسهول، وباستطاعة سكان المنطقة أن يزوروها سيرا، في حين تفرض سلطات الاحتلال سيطرتها عليها وتفرض اجراءات تحول دون السماح للفلسطينيين بدخولها.
استباحها المستوطنون منذ عام 1967، وانتشرت في محيطها المستوطنات التي حرمت أي وجود فلسطيني حولها.
"كانت تشكل نواة اقتصادية لانتعاش الفلاحين في مناطق القدس، كمصدر لري المزروعات ولسقي الحيوانات وللتنزه، كما كان اهالي المنطقة يردونها في فصل الربيع، ولكن هذه الايام من يصل اليها مشيا سيتعرض للتفتيش والتحقيق وربما اطلاق النار"، قال الفلسطيني أحمد صبيح (32 عاما) من حزما.
صبيح، وهو أحد هواة البرية، ممن يترددون إلى العين بشكل دائم، أكد "قبل سنوات كانت الأمور أسهل نسبيا، حيث كنا ندخل عبر الوديان والجبال، وفي عام 2010 كنا نتواجد فيها بكل الأوقات، واستطرد، أن سلطات الاحتلال فرضت بعد بناء جدار الضم والتوسع العنصري رسوما للدخول الى منطقتها.
وتابع: "لم تتوقف سلطات الاحتلال عن فرض سيطرتها على العين، وفي كل عام تنتهج طرقا جديدة لسلبها والسيطرة عليها، وهذا العام منعت المواطنين من التصوير هناك".
وأضاف ان الدخول والخروج من عين فارة مرهون بساعات معينة من الساعة 8 صباحا حتى الـ 3 بعد الظهر، وان سلطات الاحتلال تغرم من يتواجد فيها بعد ذلك الوقت بغرامة قد تصل إلى 1000 (شيقل)، وإلى الاعتقال في بعض الأحيان.
من جهته، أكد منسق هيئة الدفاع عن الاراضي في بلدية عناتا محمد سلامة، أن "العين" كانت امتيازا خاصا وخالصا للفلسطينيين، مشيرا إلى ما عرف بــ"قانون عين فارة" الذي تم توقيعه بين المندوب السامي البريطاني وبلدية القدس الفلسطينية في أربعينيات القرن الماضي.
وقال سلامة وهو مواطن يملك أراضي حول العين، يمنعه الاحتلال من دخولها، "نحن المجاورين لعين فارة من حقنا أن نشرب وأن نروي الأراضي المزروعة والأغنام، فنحن نملك الأرض وتوارثناها جيلا بعد جيل".