القول الفصل
حسين الجغبير
المتابع لمواقع التواصل الاجتماعي يستطيع الحكم بأن رئيس الوزراء الدكتور عمر الرزاز لم يحقق اختراقا يذكر في مؤتمره الصحفي الذي عقده أمس الاول للحديث عن مختلف القضايا الجدلية التي يتوق المواطن الاردني للاستماع لشرح مقنع بشأنها ، بل على العكس تماما فقد تركت صورة زميلنا المصور أمير وهو جالس على الأرض انطباعا وانتشارا اكثر من المؤتمر نفسه.
حديث الرزاز وفق قراءة أولية لانطباع المواطنين لم يأت بجديد ، فهو أعاد تدوير الأشياء، وسط تساؤلات "لماذا تصر الحكومة على اعادة الكلام على مسامعنا في الوقت الذي ننتظر انعكاس ذلك على أرض الواقع، على المعيشة، على الأوضاع الاقتصادية، على مشاركة الشباب في الحياة السياسية، على سيادة القانون، على محاربة الفساد، وعلى الشفافية؟"، لقد كان واضحا أن كلام الرئيس لم يكن مقنعا لأحد.
العنوان العام لعلاقة الحكومة بالشارع هو فقدان الثقة، وأكاد أجزم أن الاهتمام بالاستماع لمؤتمر الدكتور الرزاز كان محدودا، قياسا على التجارب السابقة، ففي كل مناسبة يتحدث بها لا نستمع إلا لذات الوعود والعهود ليس أكثر.
الدكتور الرزاز أحيى قصصا كان الشارع قد نسيها، ولا أعلم ما الغاية من ذلك، أو هو أمر مرتب ودبر بليل، أم نظرا لغياب التحضير الجيد للأفكار والمواضيع التي سيطرحها، وهذا ما يؤكده الارتباك الواضح في بعض مفاصل المؤتمر خصوصا عند الاجابة على بعض الأسئلة التي طرحها الصحفيون، الذين تسابقوا لتغطية المؤتمر أملا في الحصول على معلومة جديدة.
حتى أن الأرقام التي أوردها في مؤتمره لم تكن ذات نفع للناس، خصوصا وأنها أرقام غير مرتبطة بشروحات تفسيرية، فغدونا نستمع دون أن نفهم ماذا تعني، أو هل هي عبارة عن مؤشرات جيدة أم لا، حتى أن بعض أصحاب الاختصاص بها، ذكروا أنها أرقام غير دقيقة، وغير منطقية خصوصا تلك المتعلقة بنسب الفقر، فليس من المنطق أن تزيد نسب الفقر بهذا الشكل المحدود، فيما يعاني المواطنون من تآكل الدخول جراء الارتفاعات المتواصلة بالاسعار، إلى جانب انهاكهم ضريبيا مع القانون الجديد.
نتحدث عن رغبة شديدة في تحقيق نقلة نوعية في الطرح الحكومي، فالأردني القابع خلف خط الفقر مل تكرار الحديث، وسئم ذلك، وهو يريد أن يطمئن على مستقبل وطنه وأبنائه، إذ أن الشعارات مكانها فقط الحملات الانتخابية وعند البحث عن الشعبية، ومصدرها يجب أن لا يكون الحكومة التي يطلق عليها السلطة التنفيذية.
حكومة الدكتور عمر الرزاز يجب أن تكون أكثر واقعية، لأنها بمثل هذه المؤتمرات، وهذا الطرح تخسر المزيد من الشعبية، وتفقدنا الأمل يوما بعد يوم أن لا شيء يتحقق على أرض الواقع، رغم محاولتها تجميل الوجوه بالحديث عن بعض المنجز خاصة المتعلق بتوفير الوظائف، وتعديل قوانين.
من الأفضل أن تستعد الحكومة جيدا لما ستقدمه عندما ترغب مرة أخرى بالظهور للملأ من أجل الحديث عن منجزاتها.//