طالب مجلس ادارة غرفة تجارة عمان برلمانيين عراقيين بالعمل على تذليل معيقات تنمية مبادلات الاردن والعراق التجارية وبخاصة المتعلقة بعمليات النقل والحصول على التأشيرات، مؤكدا استعداد الغرفة لتسخير امكانياتها لخدمة اقتصاد البلدين.
واكد المجلس ان العراق يعتبر "رئة الاقتصاد الاردني"، ما يتطلب بناء شراكة استراتيجية قائمة على المصالح المشتركة واستغلال الاتفاقيات الاقتصادية التي وقعت اخيرا بين البلدين وضرورة ان تتضمن منافع متبادلة تنعكس على الشعبين وتؤسس لتكامل اقتصادي مشترك يكون نواة لتكامل اقتصادي عربي.
وابدى المجلس استعداده لفتح مكتب تجاري عراقي في مقر الغرفة لتزويد المستثمرين والمستوردين العراقيين بمختلف المستجدات المتعلقة بالتجارة والخدمات والتعريف بمزايا وفرص الاستثمار بالاردن ومتابعة القضايا التي قد تواجه المصدرين للسوق العراقية وتقديم التسهيلات لاصحاب الاعمال من البلدين فيما يتعلق باصدار "التأشيرات".
واكد المجلس خلال لقائه مساء امس الخميس، الوفد البرلماني العراقي المشارك في اعمال الملتقى البرلماني الاردني العراقي استعداده لتسخير خبرات الغرفة الفنية لخدمة المستثمرين العراقيين وتدريب الكوادر الادارية العراقية بالمجان في اكاديمية التدريب والتطوير التابعة لها، بالإضافة لإقامة معرض دائم للمنتجات العراقية.
وقال رئيس الغرفة خليل الحاج توفيق، ان تجارة عمان التي تضم 50 الف عضو تضع كل خبراتها الادارية والفنية لدعم الاقتصاد العراقي وتعزيز التبادل التجاري بين البلدين، مشددا على ضرورة توفير قاعدة بيانات عن اصحاب الاعمال والسلع والمنتجات العراقية لتسهيل عملية التعاون.
واشار الى عمق العلاقات التاريخية ووحدة الدم والمصير التي تجمع الاردن والعراق، وتوجيهات جلالة الملك عبدالله الثاني بضرورة الانفتاح على "الاشقاء العراقيين"، مشيرا الى الدور الذي يلعبه القطاع الخاص بهذا الخصوص من خلال تكثيف تبادل زيارات الوفود والتشبيك بين غرف التجارة والصناعة لخدمة مصالح البلدين.
وشدد الحاج توفيق على ضرورة تسريع عملية تدفق السلع واقامة المنطقة الصناعية المشتركة ومد مشروع انبوب النفط من البصرة الى العقبة ومشاركة الشركات الاردنية العاملة بالقطاعين التجاري والخدمي في عمليات اعادة البناء والاعمار في العراق.
واكد ان المملكة تملك امكانيات وخبرات كبيرة بالعديد من القطاعات التجارية الخدمية التي يمكن ان يستفيد منها العراق وبخاصة تكنولوجيا المعلومات والعقارات والزراعة والصحة وغيرها، مبينا ان دخول الصناعات الاردنية للسوق العراقية "مصلحة وطنية" تهم الجميع.
وعبر رئيس لجنة الاقتصاد والاستثمار في مجلس النواب العراقي رئيس الوفد النائب حسن الكناني عن اعتزازه بالمستوى الكبير الذي وصلته العلاقات الاردنية العراقية على مختلف المستويات، مؤكدا وجود نوايا صادقة من البلدين لتطويرها وبخاصة بجوانبها الاقتصادية ما يتطلب من القطاع الخاص القيام بذلك.
واكد اهمية زيارة جلالة الملك عبدالله الثاني الى العراق التي اعطت دفعة قوية لتطوير علاقات البلدين الى جانب زيارة الرئيس العراقي برهم صالح للمملكة وما تبعها من زيارات لكبار المسؤولين وفعاليات القطاع الخاص من الجانبين، مشددا على ضرورة ترجمتها عمليا على ارض الواقع.
ولفت الى اهمية المشروعات المتفق عليها بين الاردن والعراق والمتعلقة بالمنطقة الصناعية المشتركة وانبوب النفط والاتفاقيات الموقعة لبناء علاقات متميزة وتحقيق تكامل اقتصادي يخدم البلدين الشقيقين ويدعم اواصر الشعبين وحسن الجوار.
وقال الكناني " ان العراق مقبل على عملية بناء واعمار ما دمرته عصابات الارهاب بمختلف المحافظات فيه، وهو يحتاج الى جهود الاردن في هذا الخصوص"، مؤكدا ان العراق بخير ومستقر بقوة وجهود ابنائه الذين ساهموا بقتال عصابات الارهاب، وهو الان متوجه الى البناء والعودة الى الصف العربي.
واكد ان لجنة الاقتصاد والاستثمار في مجلس النواب العراقي حاضرة لتسهيل كل ما يحتاجه القطاع الخاص الاردني لتدعيم التكامل الاقتصادي بين البلدين، مشيرا الى وجود فرصة حقيقية للتاجر والمستثمر الاردني للدخول الى السوق العراقية مثلما يوجد العديد من المستثمرين واصحاب الاعمال العراقيين المتميزين بالاردن.
بدوره، اكد عضو الوفد النائب علي اللامي، ضرورة التنسيق بين غرفتي تجارة عمان وبغداد لتطوير علاقات البلدين التجارية، لافتا الى ان العراقيين يرحبون باستيراد الصناعة الاردنية الخالصة التي تتصف بالجودة لتحل مكان مستوردات "ردئية" تدخل السوق العراقية من دول اخرى.
واوضح اللامي ان البلدين يربطهما تاريخ حافل من الاخوة والصداقة، ما يتطلب تعزيز التواصل بين القطاع الخاص الاردني والعراقي لتنشيط الحركة التجارية، مؤكدا ان مجلس النواب العراقي داعم لذلك.
من جانبه، اكد النائب العراقي فلاح الخفاجي، ان الاردن احتضن العراقيين ويعتبر عمق ورئة للعراق وتربطه مع المملكة علاقات طيبة، وان بلاده تميل الى الدول العربية، معبرا عن امله بان يكون هناك آفاق مشتركة ومتبادلة تعزز علاقات البلدين التجارية.
وشدد الخفاجي على ضرورة ادامة النجاحات التي تحققت بين البلدين خلال الفترة الاخيرة ما يتطلب البناء عليها لتحقيق فوائد اقتصادية للشعبين، مبينا ان الاردن يمتاز بسيطرة كبيرة على كل المواد والبضائع الداخلة لاسواقه ويمتلك صناعات متطورة وبخاصة الدوائية.
الى ذلك، عبر رئيس لجنة الاقتصاد والاستثمار النيابية الدكتور خير ابو صعيليك عن تقديره لقرار الغرفة بعدم استقبال الوفود التي تنقل دولها الى مدينة القدس وسعيها المتواصل لتحقيق التكامل الاقتصادي العربي وتأكيدها بان علاقات الاخوة تتقدم على حسابات المصالح.
واشار ابو صعيليك خلال اللقاء الذي حضره النائب الدكتور عقله الزبون الى توجيهات جلالة الملك عبدالله الثاني المستمرة للعمل مع العراق وتقديم كل الدعم ووضع كل امكانيات الدولة الاردنية تحت تصرف الاشقاء العراقيين، مؤكدا ان العلاقات التاريخية التي تربط البلدين تتقدم على كل شىء.
واكد ان الاردن معني بضبط اي خروقات وممارسات تتعلق بالمنتجات والسلع التي تدخل للسوق العراقية وهناك مصلحة وطنية بان تكون هذه البضائع صناعة اردنية خالصة، مشيرا الى تشكيل فرق من وزارة الصناعة والتجارة لمراقبة القيمة المضافة لدى الصناعيين التي حددها قانون ضريبة الدخل بنسبة 30 بالمائة لغيات الاستفادة من الحوافز.
وحضر اللقاء اعضاء مجلس ادارة الغرفة بهجت حمدان والمهندس جمال بدران وخطاب البنا وسلطان علان وماهر يوسف والنائب العراقي سلمان حسن.