"حصن السلام "يروي نموذج العيش المشترك بالأردن

نبض البلد -

من الانجليزية الى العربية

نبض البلد– عمان – جمانة خنفر

تجربة صحافية امتدت اثنتا عشر سنة متخصصة في موضوع الحوار بين اتباع الاديان وثقتها الزميلة رلى سماعين في كتاب تحاكي به الأجيال القادمة بلغة مبسطة، وهو توثيق لجهود الاردن بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني في الوئام الديني ويبرز النموذج الفريد للعيش المشترك في الأردن، ويحلل الواقع بكل أبعاده ويطرح الحلول للمشاكل المعلقة والتحديات القائمة، من خلال حوارات ممتدة مع شخصيات اردنية وعربية ودولية كان لها اسهامات في هذه التجربة الوطنية التي يشهد لها العالم.

وقالت سماعين لـ"الأنباط " أن هذا الكتاب الذي يروّج للأردن بطريقة غير مسبوقة، ولاقى رواجا كبيرا في اوساط المعنيين في العالم، موضحة أنها أرادت توثيق حوار سنوات بين الأردنيين دون إراقة قطرة دم واحدة بفضل جهود القيادة الأردنية الدؤوبة في ترسيخ قيم العيش المشترك بين الاردنيين.

وصفت سماعين بدايتها كصحفية متخصصة في الحوار بين اتباع الاديانفي "الجوردان تايمز" كان الانطباع بأن مهمة الحوار بين اتباع الأديان التي تسعى بالنهاية الى السلام صعبة وذلك لأن القيادات الدينية البارزة في ذلك الوقت كانت تجهد بلا طائل في استيعاب مفهوم الحوار والطريقة كانت غامضة المعالم وعندما كان هناك حوارات بين القادات الدينية خرجت رسالة عمان التي تحمل فهماً واضحا عن ما هو الاسلام وما هو مناقضا له.

وتقول أن هذا الكتاب الذي صدر بداية بالإنجليزية، موجه للجيل الجديد المقبل لمعرفة الماضي وعدم التمييز بين الناس بسبب ما يعتنقون من مبادئ وديانات، وأن يكون التعامل فقط على أساس انساني، وتمت كتابته بلغة صحافية بسيطة.

وتناقش سماعين، التي كرست جزءا كبيرا من مسيرتها الصحفية في تغطية موضع الكتاب والاهتمام به ومتابعته، مسيرة مبادرات حوار الأديان التي أطلقها الأردن، "رسالة عمان" و"كلمة سواء"و"أسبوع الوئام بين الأديان"، وما تحقق فيها من إنجازات، والأفكار التي لا زالت تحتاج للمتابعة والتنفيذ، ومقترحات مستقبلية لتحقيق جوهر الأفكار التي قامت عليها هذه المبادرات.

وجالت سماعين عشر دول والتقت أكثر من عشرين شخصية، فضلا عن زيارات للمحافظات والقرى الأردنية، لتخرج بأول تحقيق صحفي من أرض الواقع محملا بشهادات موثقة، واهدت سماعين الكتاب لبابا الفاتيكان.

ويوثق "حصن السلام" قصصا فريدة للتعايش الإسلامي-المسيحي في العديد من مناطق الأردن، حيث تنقلت الكاتبة في المحافظات التي تضم مجتمعات مختلطة، ونقلت عن كبارالسن فيها روايات وقصص تبرز وتؤرخ للعلاقة المميزة بين المسلمين والمسيحيين، وتكشف الجوهر الحقيقي للشعب الأردني، الذي تتمثل فيه كل قيم الأخوة والوفاء والكرم والشهامة، مجبولة بالبساطة والطيبة.

الكتاب جاء في خمس فصول، الاول يطرح فلسفة الحوار بين الاديان لدى الهاشميين، وفي فصله الأخير يناقش القضايا القانونية والاجتماعية العالقة في الأردن، بالحوار مع مختصين قانونيين وشرعيين ورجال دين.