د.محمد طالب عبيدات
يتعرض اﻹنسان لعدة أنواع من اﻹمتحانات في الدنيا، فمنها اﻹمتحانات العلمية لغايات الحصول على شهادة، ومنها إمتحانات الحياة اليومية اﻷخرى التي تضع اﻹنسان على المحك، لكن أهم إمتحاناتنا هو اﻹمتحان النهائي أو الآخرة الذي نقف به أمام رب العزة يوم القيامة لغايات جردة الحساب:
1. طبيعة أي إمتحان تحتاج لتحضير تراكمي أولا بأول، وتحتاج للاخذ باﻷسباب، ولا يمكن أن تكون فزعة بآخر لحظاتها.
2. الحالة النفسية لمقدمي اﻹمتحانات تكون مشدودة وقلقة والسبب هو الخوف من النتيجة وليس قلة التحضير.
3. في حال اﻹخفاق، نتائج اﻹمتحانات الدنيوية تكون الرسوب ثم اﻹعادة حتى النجاح والتقدير فيها مهم، بيد أن فرصة إمتحان اﻵخرة مرة واحدة لا مجال فيها للمساومة وتكون ناجحا أو راسبا.
4. إمتحان اﻵخرة تتجلى فيه ميزة الجب وشطب كل أخطاء الماضي، وهذه ميزة ربانية ﻹعطاء فرصة أخيرة للانسان ولو بآخر لحظات عمره.
5. نتيجة إمتحان اﻵخرة اﻹيجابية مغرية ويسيل لها اللعاب لطلب الفردوس اﻷعلى، والجزاء فيها على قدر العمل، بيد أن نتيجتها السلبية الجزاء فيها من جنس العمل.
6. مفارقات إمتحانات الدنيا واﻵخرة كبيرة، ومقارنتهما ليست بالسهلة، وأهمها أننا بالدنيا نقف أمام إنسان ومع ذلك نرتبك، فكيف عندما نقف أمام رب العزة؟
7. المطلوب التفكر فيما منحنا الله تعالى من فرص ﻹمتحان اﻵخرة والتوبة قبل أن تأتي ساعة الصفر والتي وقتها لا ينفع فيها الندم.
بصراحة: اﻹمتحانات الدنيوية والاخروية تحتاج لجهوزية عالية وتحضير مستمر، ﻷن النتيجة واﻷجر فيها على قدر المشقة والتعب، وهذا قمة العدل، فلنوائم بين إمتحان اﻵخرة وإمتحانات الدنيا سعيا لنتائج إيجابية لا سلبية لا سمح الله تعالى//.