عمان- في ليلة طرب استثنائية وغير عادية، وواحدة من أجمل أمسيات مؤسسة عبد الحميد شومان، نقل عندليب الأردن الفنان عطا الله هنديلة بمشاركة أبنته تالين، أول من أمس، الجمهور، إلى عالم مليء بالبهجة والحب والذكريات العطرة.
واستعاد هنديلة بصحبة أبنته، في الأمسية الموسيقية التي نظمتها مؤسسة شومان، ضمن أمسياتها الشهرية، بعنوان "تحية إلى عبد الحليم حافظ"، وحضرها وزير الثقافة والشباب د. محمد أبو رمان والعديد من المهتمين، إرث وروائع العندليب الأسمر.
وبصوت دافئ متمكن، أستطاع هنديلة وضع الجمهور في أجواء أغاني عبد الحليم، صادحا بكل عذوبة ورومانسية بأغاني العندليب الأسمر، متنقلاً بكل احترافية وإبداع بين أغنية وأخرى، ما لاقى استحسان الحضور، الذي هب للغناء والتفاعل معه.
وبدأت الأمسية التي عانق من خلالها هنديلة، الجمهور بمقطوعة موسيقية، امتزجت فيها من مجموعة من أجمل أغاني العندليب، لينتقل بعدها إلى أغنية " زي الهوى"، فُسحر الجمهور واصطحبهم معه في رحلة حب وأشواق، وتقول الأغنية:
"وخذتني من ايدي يا حبيبي ومشينا
تحت القمر غنينا وسهرنا وحكينا
وفي عز الكلام سكت الكلام
وأتاريني ماسك الهوا بإيدي
وآه من الهوى يا حبيبي آه من الهوى يا حبيبي".
وقدم بعدها هنديلة، بصحبة رفيقة روحه تالين، وبمشاركة مجموعة من العازفين المحترفين، باقة من الأغنيات منها "صافيني مرة، على قد الشوق، سواح، أهواك، أي دمعة حزن، أول مرة تحب يا قلبي، على حسب وداد".
ووسط هذا الجمال كله، أعرب هنديلة عن سعادته بالمشاركة بهذه الأمسية، قائلاً "الأمسية كانت رائعة ومميزة، وهي بحق غير عادية، شعرت خلالها في متعة خالصة، ولم أتوقع وجود هذا العدد الكبير من الحضور، الذي جاء للاستماع لنا.. إنه حقا لشيء مثير ومدهش".
وأوضح هنديلة أنه يشاركفي أمسيات شومان الموسيقية للمرة الثانية، وأنه سبق له أن شارك في حفل غائي ضمن أسبوع جبل عمان الثقافي الثاني، والذي تنظمه المؤسسة سنوياً.
واعتبر هنديلة أن الغناء للعنديب ليس بالأمر السهل، وأنه يحتاج للعمل المستمر والتدرب الطويل، موضحا في هذا السياق أنه يسعى دائما على إحياء تراث عبد الحليم حافظ والتعريف به محليا وعربيا وعالميا.
ولم يتوقف هنديلة عند هذا الحد، فعاد ليقابل الجمهور بأغنية "أول مرة تحب يا قلبي"، والتي لحنها منير عواد، وكتب كلماتها إسماعيل الجبروك، والتي تقول:
"أول مرة تحب يا قلبي وأول يوم أتهنا
يا ما على نار الحب قالو لي ولقيتها من الجنة،
ليه بيقولوا الحب أسيّا ليه بيقولوا شقا ودموع،
أول حب يمر عليّ قبل الدنيا فرح وشموع،
أفرح واملا الدنيا أماني لا أنا ولا إنت حانعشق ثاني،
أول مرة أول مرة".
وعطا الله هنديلة، تخرج في جامعة حلوان بالقاهرة بتخصص تربية موسيقية، كما درس الموسيقىا في المدارس ما بين عامي 1979 و1988.
عمل مدرسا للغناء العربي في المعهد الوطني للموسيقىا من العام 1999 حتى العام 2001، وشارك في مهرجانات عدة؛ كمهرجان جرش في الأردن، ومهرجان المسرح العربي في القاهرة، ومهرجان الجامعة في المغرب، بالإضافة إلى مشاركته في العديد من الحفلات المكرسة لإحياء ذكرى عبد الحليم حافظ.
انضم الى فرقة النغم العربي،التي كانت تابعة لرابطة الموسيقيين الأردنيين، ثم انضم إلى فرقة الفحيص لإحياء التراث، واحدة من أهم الفرق التي قدمت التراث الأردني الى جانب التراث الغنائي العربي.
وكانت مؤسسة شومان أطلقت برنامج الأمسيات الموسيقية العام 2014؛لإتاحة الفرصة للفنانين الأردنيين لعرض فنونهم والتألق، بالإضافة لتعريف الجمهور بالموسيقىا بأنواعها من طربي وشرقي، لجاز و"فيوجن" وغربي، عبر عروض شهرية مجانية، إلى جانب تنظيمها لأيام موسيقية في وسط عمان، بمشاركات محلية وعربية وعالمية.
وتعتبر "شومان" ذراع البنك العربي للمسؤولية الاجتماعية والثقافية، وهي مؤسسة ثقافية لا تهدف لتحقيق الربح، تعنى بالاستثمار في الإبداع المعرفي والثقافي والاجتماعي للمساهمة في نهوض المجتمعات في الوطن العربي من خلال الفكر القيادي والأدب والفنون والابتكار.