نبض البلد - مندوباً عن رئيس الوزراء الدكتور عمر الرزاز، رعى نائب رئيس الوزراء ووزير دولة الدكتور رجائي المعشر، اليوم الاربعاء، الاحتفال الوطني الاسلامي المسيحي السنوي الثاني بعيد البشارة، الذي ينظمه المركز الكاثوليكي للدراسات والاعلام بالتعاون مع مجلس رؤساء الكنائس في المملكة.
وقال المعشر، ان الاردن يجسد حالة فريدة ومميزة من العيش المشترك والتفاهم والتفاعل الاخوي، حيث تتوالى المناسبات والانجازات التي تبنى على ما تحقق على ثرى الاردن بجهود قيادته وبوعي ابنائه، مضيفا ان الاحتفال المشترك بعيد البشارة يعتبر لبنة جديدة في التلاقي والتآخي والوئام.
وأضاف،" انه بعد اشهر قليلة يحتفي الاردن بالذكرى الخامسة عشرة لإطلاق رسالة عمان، التي جاءت لتعمق الارضية المشتركة التي تلتقي فيها الديانات السماوية، والتي كانت خطوة تاريخية وجهت أنظار العالم نحو الانطلاق من سماحة الدين ورحمته والفضاء الانساني الكبير الذي يخلقه عبر مفاهيم التسامح والتراحم والتواد والتعايش، وإحقاق الحق بعيدا عن من يحاولون تشويه صورة الدين.
وأكد المعشر، ان الاردن ظل عبر التاريخ مهدا للحضارات والديانات والرسل، وشهد منذ تسلم جلالة الملك عبدالله الثاني سلطاته الدستورية العديد من المبادرات التي انطلقت من الفكر الهاشمي عالي الأفق.
وقال، "ان رسالة عمان مع مبادرة كلمة سواء ومبادرة اسبوع الوئام بين الاديان وغيرها من الخطى الهاشمية، تآزرت لتكريس الاردن المنفتح الذي تعانق فيه المساجد الكنائس، وتتمازج فيه الشعائر والطقوس، لأننا وان تعددت ادياننا وألستنا وهوياتنا فاننا نشترك جميعا في انتمائنا الى العروبة والانسانية، ونعيش هنا ولكن عيوننا جميعا على قضايا الامة، موكدا اننا جميعا نلتف حول قيادتنا، ونؤمن بمبادئ الثورة العربية الكبرى، ونحرص على أمن الوطن وأمان المواطن".
وأشار المعشر، الى ان جائزة تمبلتون التي نالها جلالة الملك قبل اشهر قليلة، وجائزة مصباح السلام التي سيتسلمها جلالته بعد ايام قليلة في مدينة فرنسيس الإسيزي، توثقان مسيرة الخير الهاشمية بين حوار الاديان وصنع السلام، مؤكدا ان الاردن بقيادته الهاشمية سيبقى طودا اشماً في مواجهة الصراع والنزاع، وصوتا صادحا في الدعوة الى السلام العادل والشامل في المنطقة.
وأكد، ان الايمان الهاشمي راسخ بأن الحفاظ على القدس إنما هو حفاظ على هويتنا الجامعة، وان الاردن سيبقى مطالبا وساعيا لحل القضية المركزية في الشرق الاوسط "القضية الفلسطينية"، والحفاظ على حق الفلسطينيين في أرضهم وإقامة دولتهم على ترابهم الوطني، جنبا الى جنب مع السعي لتجنيب القدس عمليات التهويد والحفاظ عليها من الاعتداءات والتعدي على حرمة الاقصى والقيامة، وذلك تكريسا للوصاية الهاشمية التاريخية على القدس وقبة الصخرة.
وقال المعشر، ان الاساس في تحقيق التنمية المستدامة، وضمان العيش المشترك، هو ايماننا بأن قوتنا في تنوعنا واننا شركاء في الانسانية، وما لقاؤنا اليوم في هذا العيد الا تعبير حقيقي عن هذه المبادئ الانسانية السامية.
من جهته قال مستشار الرئيس اللبناني لشؤون الحوار الشيخ ناجي الخوري، "اتينا من لبنان حاملين مشعل المحبة والسلام، اتينا لنشبك ايادينا باياديكم وننطلق معا في بناء ثقافة لا بل حضارة المحبة والسلام"، مشيرا الى ان وثيقة الأخوة الانسانية التي وقعها قداسة البابا فرنسيس وشيخ الازهر احمد الطيب، جاءت لإرساء ثقافة السلام والمحبة، ودعوة للمصالحة والتآخي بين جميع الاديان.
وقال مدير المركز الكاثوليكي للدراسات والاعلام الاب رفعت بدر، ان اجتماعنا اليوم كأسرة واحدة متراصة متكاملة ومتناغمة هو تأكيد على ثوابتنا الاردنية، وهي ان الدين في خدمة السلام والوئام ولا يمكن ان يستخدم الا للمحبة بين الناس.
وأكد، ان القدس ستبقى عاصمة للانسانية وعاصمة للدولة الفلسطينية العربية، وان امكنتها المقدسة ستبقى محط حماية ووصاية الهاشميين، مشيرا الى ان تغيير علىالواضع الراهن للمدينة المقدسة او على الوصاية الهاشمية عليها هو مساس بالخطوط الحمر.
ودعا الامين العام لمجلس رؤساء الكنائس الاب الدكتور ابراهيم دبور، الجميع الى محبة بعضهم البعض، وإطاعة القوانين والنظام، واني يكونوا مواطنين صالحين.
واشار سماحة الدكتور محمد النقري، ان هذا اللقاء المشترك يخدم المجتمعات وابناءها، ويعرّف الاخر المختلف عنه في العقيدة بانه يشترك معه في محبة شخصية ودينية، موكدا ان المسلمين والمسحيين ليسوا هواة انغلاق ولا شقاق ونفاق ولا اصحاب بدع وخدع، ومتعاهدين بأنه لن تجمعهم الكراهية ولا الحقد ولا الفرقة.
وفي نهاية الحفل تم تبادل الدروع التذكارية ، وتم الاعلان عن جائزة البشارة السنوية، والتي منحت لمؤسستين رياديتين في مجال الحوار بين الاديان وهما: الجائزة الاولى المركز المجتمعي المسكوني التابع للكنيسة اللوثرية بادارة القس سامر عازر، الجائزة الثانية لمبادرة تكافل الاديان وصاحبتها الدكتورة بيان الشبول.
-- (بترا)